التمهيد - ابن عبد البر - ج ٢١ - الصفحة ٢٢٧
قال أبو عمر اختلف العلماء في معنى قول الله عز وجل * (وما أدري ما يفعل بي ولا بكم) * 198 فقال منهم قائلون ذلك في الدنيا وأحكامها نحو الاختبار بالجهاد والفرائض من الحدود والقصاص وغير ذلك وقالوا لا يجوز غير هذا التأويل لأن الله قد أعلم ما يفعل به وبالمؤمنين وما يفعل بالمشركين بقوله * (إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم) * 199 وقوله * (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار) * 200 وقوله * (إن الله لا يغفر أن يشرك به) * 201 وقوله * (إني على بينة من ربي وكذبتم به) * 202 وروى وكيع عن أبي بكر الهذلي عن الحسن في قوله * (وما أدري ما يفعل بي ولا بكم) * قال في الدنيا وقال آخرون بل ذلك على وجهه في أمر الدنيا وفي ذنوبه وما يختم له من عمله حتى نزلت * (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) * 203 ففرح رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس وهذا معنى تفسير قتادة والضحاك والكلبي وروى مثله يزيد بن إبراهيم التستري عن الحسن
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»