التمهيد - ابن عبد البر - ج ٢٠ - الصفحة ٢٠٢
عبارة عن السورة وهو يقول قسمت الصلاة ولم يقل قسمت السورة قيل معلوم أن السورة القراءة وقد يعبر عن الصلاة بالقراءة كما قال * (وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا) * أي قراءة صلاة الفجر وقد ذكرنا هذه الآية في باب أبي الزناد من هذا الكتاب والحمد لله ومن حجة من قال إن بسم الله الرحمان الرحيم ليست أيضا آية من فاتحة الكتاب ولا من غيرها إلا في سورة النمل قول الله عز وجل * (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) * والاختلاف موجود في بسم الله الرحمان الرحيم (ههنا) (41) فعلمنا أنها ليست من كتاب الله لأن ما كان من كتاب الله فقد نفى عنه الاختلاف بقوله * (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) * وقوله * (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) * وأما من جهة الأثر فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر وعمر وعثمان أنهم كانوا يفتتحون القراءة ب * (الحمد لله رب العالمين) * وقالت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة ب * (الحمد لله رب العالمين) * مع حديث أبي هريرة في هذا الباب حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا مضر بن محمد قال حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا ابن أبي عدي عن حميد عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يفتتحون القراءة ب * (الحمد لله رب العالمين) * روى هذا الحديث مالك عن حميد الطويل عن أنس ابن مالك أنه قال قمت وراء أبي بكر وعمر وعثمان فكلهم كان لا يقرأ بسم الله الرحمان الرحيم إذا افتتحوا الصلاة (42) لم يرفعه مالك ولم يسمعه حميد
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»