التمهيد - ابن عبد البر - ج ٧ - الصفحة ١٥٧
الجنة وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة لكم عند الله موعد يريد أن ينجزكموه فيقولون وما هو ألم يبيض وجوهنا ويثقل موازيننا ويجرنا من النار ويدخلنا الجنة فيكشف الحجاب فينظرون إليه وقال إبراهيم وقال الآخر فينظرون إلى الله تعالى قال فوالله ما أعطاهم الله شيئا أقر لأعينهم ولا أحب إليه من النظر إليه ثم تلا هذه الآية * (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) * 37 واللفظ لحديث عبد الوارث والآثار في هذا المعنى كثيرة جدا فإن قيل فقد روى سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد في قول الله عز وجل * (وجوه يومئذ ناضرة) * قال حسنة إلى ربها ناظرة قال تنظر الثواب ذكره وكيع وغيره عن سفيان فالجواب أنا لم ندع الاجماع في هذه المسألة ولو كانت إجماعا ما احتجنا فيها إلى قول ولكن قول مجاهد هذا مردود بالسنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأقاويل الصحابة وجمهور السلف وهو قول عند أهل السنة مهجور والذي عليه جماعتهم ما ثبت في ذلك عن نبيهم صلى الله عليه وسلم وليس من العلماء أحد إلا وهو يؤخذ من قوله ويترك الا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومجاهد وان كان أحد المقدمين في العلم بتأويل القرآن فإن له قولين في تأويل اثنين (88) هما مهجوران عند العلماء مرغوب عنهما أحدهما هذا والآخر قوله في قول الله عز وجل * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) * 89 حدثنا أحمد بن عبد الله حدثنا أبو أمية
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»