الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٤ - الصفحة ١٥١٥
النابغة الذيباني مات قبله وعمر الجعدي بعده عمرا طويلا ذكره عمر بن شبة عن أشياخه أنه عمر مائة وثمانين سنة وأنه أنشد عمر بن الخطاب * لقيت أناسا فأفنيتهم * وأفنيت بعد أناس أناسا * * ثلاثة أهلين أفنيتهم * وكان الإله هو المستآسا * فقال له عمر كم لبثت مع كل أهل قال ستين سنة قال ابن قتيبة عمر النابغة الجعدي مائتين وعشرين سنة ومات بأصبهان وهذا أيضا لا يدفع لأنه قال في الشعر السيني الذي أنشده عمر أنه أفنى ثلاثة قرون كل قرن من القرون ستين سنة فهذه مائة وثمانون سنة ثم عمر إلى زمن ابن الزبير وإلى أن هاجى أوس بن مغراء ثم ليلى الأخيلية وكان يذكر في الجاهلية دين إبراهيم والحنيفية ويصوم ويستغفر فيما ذكروا وقال في الجاهلية كلمته التي أولها * الحمد لله لا شريك له * من لم يقلها فنفسه ظلما * وفيها ضروب من دلائل التوحيد والإقرار بالبعث والجزاء والجنة والنار وصفه بعض ذلك على نحو شعر أمية بن أبي الصلت وقد قيل إن هذا الشعر لأمية ولكنه قد صححه يونس بن حبيب وحماد الرواية ومحمد بن سلام وعلي بن سليمان الأخفش للنابغة الجعدي قال أبو عمر وفد النابغة على النبي صلى الله عليه وسلم مسلما وأنشده ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أول ما أنشده قوله في قصيدته الرائية * أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى * ويتلو كتابا كالمجرة نيرا *
(١٥١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1510 1511 1512 1513 1514 1515 1516 1517 1518 1519 1520 ... » »»