الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٤ - الصفحة ١٨٤٥
هذا قول يروى عن قتادة وكذلك روى الليث عن عقيل عن ابن شهاب أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم حبيبة بالمدينة وقال ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن عروة عن أم حبيبة إنها كانت عند عبيد الله بن جحش وكان رحل إلى النجاشي فمات وإن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج بأم حبيبة وهي بأرض الحبشة زوجه إياها النجاشي وأمهرها أربعة آلاف درهم فبعث بها مع شرحبيل بن حسنة وجهزها من عنده وما بعث إليها النبي صلى الله عليه وسلم بشيء وكان مهور سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم وكذلك قال مصعب والزبير إن النجاشي زوجه إياها خلاف قول قتادة إن عثمان زوجه إياها بالمدينة وهو الصحيح إن شاء الله تعالى وقد ذكر الزبير في ذلك أخبارا كثيرة كلها يشهد لتزويج النجاشي إياها بأرض الحبشة إلا أنه ذكر الاختلاف فيمن زوجها وعقد عليها فقال قوم عثمان وقال آخرون خالد بن سعيد بن العاص وقال قوم بل النجاشي عقد عليها فإنه أسلم وكان وليها هناك وإنما لم يل أبوها أبو سفيان ابن حرب نكاحها لأنه كان يومئذ مشركا محاربا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد روي أنه قيل له وهو يحارب رسول الله صلى الله عليه وسلم إن محمدا قد نكح ابنتك فقال ذلك الفحل لا يقدع أنفه وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة في سنة ست من التاريخ وتوفيت أم حبيبة سنة أربع وأربعين
(١٨٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1840 1841 1842 1843 1844 1845 1846 1847 1848 1849 1850 ... » »»