وتقدم فقاتل حتى قتل رحمه الله ثم حمل الثاني وهو يقول * إن العجوز ذات حزم وجلد * والنظر الأوفق والرأي السدد * * وقد أمرتنا بالسداد والرشد * نصيحة منها وبرا بالولد * * فباكروا الحرب حماة في العدد * إما لفوز بارد على الكبد * * أو ميتة تورثكم عز الأبد * في جنة الفردوس والعيش الرغد * فقاتل حتى استشهد رحمه الله ثم حمل الثالث وهو يقول * والله لا نعصي العجوز حرفا * قد أمرتنا حدبا وعطفا * * نصحا وبرا صادقا ولطفا * فبادروا الحرب الضروس زحفا * * حتى تلفوا آل كسرى لفا * أو تكشفوهم عن حماكم كشفا * * إنا نرى التقصير منكم ضعفا * والقتل فيكم نجدة وزلفى * فقاتل حتى استشهد رحمه الله ثم حمل الرابع وهو يقول * لست لخنساء ولا للأخرم * ولا لعمر وذي السناء الأقدم * * إن لم أرد في الجيش جيش الأعجم * ماض على الهول خضم خضرم * * إما لفوز عاجل ومغنم * أو لوفاة في السبيل الأكرم * فقاتل حتى قتل رضي الله عنه وعن إخوته فبلغها الخبر فقالت الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعطي الخنساء أرزاق أولادها الأربعة لكل واحد مائتي درهم حتى قبض رضي الله عنه
(١٨٢٩)