الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٤ - الصفحة ١٧٥٨
ومن نوادر أخباره وكراماته ما حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم ابن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي حدثنا إسماعيل بن عياش قال أخبرنا شرحبيل بن مسلم الخولاني أن الأسود ابن قيس بن ذي الخمار تنبأ باليمن فبعث إلى أبي مسلم فلما جاءه قال له أتشهد أني رسول الله قال ما أسمع قال أتشهد أن محمدا رسول الله قال نعم قال أتشهد أني رسول الله قال ما اسمع قال أتشهد أن محمدا رسول الله قال نعم فردد ذلك عليه كل ذلك يقول له مثل ذلك قال فأمر بنار عظيمة فأججت ثم ألقي فيها أبو مسلم فلم تضره شيئا قال فقيل له انفه عنك وإلا أفسد عليك من اتبعك قال فأمره بالرحيل فأتى أبو مسلم المدينة وقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر فأناخ أبو مسلم راحلته بباب المسجد ودخل المسجد وقام يصلي إلى سارية فبصر به عمر بن الخطاب فقام اليه فقال ممن الرجل قال من أهل اليمن قال ما فعل الرجل الذي أحرقه الكذاب بالنار قال ذلك عبد الله بن ثوب قال أنشدك بالله أنت هو قال اللهم نعم قال فأعتنقه عمر وبكى ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين أبي بكر وقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الله عليه السلام قال إسماعيل بن عياش فأنا أدركت رجلا من الأمداد الذين يمدون من اليمن من خولان يقولون للأمداد من عنس صاحبكم الكذاب حرق صاحبنا بالنار فلم تضره
(١٧٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1753 1754 1755 1756 1757 1758 1759 1760 1761 1762 1763 ... » »»