الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٣ - الصفحة ٩٥٥
يوم أحد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد مثل به فوضع بين يديه فذهبت أكشف عن وجهه فنهاني قوم فسمعوا صوت صائحة فقيل ابنة عمرو أو أخت عمرو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تبكى ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها وروى حماد بن زيد عن أبي سلمة عن أبي نضرة عن جابر قال قتل أبى يوم أحد وجدع أنفه وقطعت أذناه فقمت إليه فحيل بيني وبينه ثم أتى به قبره فدفن مع اثنين في قبره فجعلت ابنته تبكيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زالت الملائكة تظله حتى رفع قال فحفرت له قبرا بعد ستة أشهر فحولته إليه فما أنكرت منه شيئا إلا شعرات من لحيته كانت مستها الأرض وروى طلحة بن خراش قال سمعت جابر بن عبد الله يقول لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا جابر مالي أراك منكسرا مهتما قلت يا رسول الله استشهد أبى وترك عيالا وعليه دين قال أفلا أبشرك بما لقى الله به أباك قلت بلى يا رسول الله قال إن الله أحيا أباك وكلمه كفاحا وما كلم أحدا قط إلا من وراء حجاب فقال يا عبدي تمن أعطك قال يا رب تردني إلى الدنيا فأقتل فيك ثانية فقال الرب تعالى ذكره إنه سبق منى أنهم إليها لا يرجعون قال يا رب فأبلغ من ورائي فأنزل الله تعالى * (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) *
(٩٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 950 951 952 953 954 955 956 957 958 959 960 ... » »»