الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٣ - الصفحة ٨٩٠
فقلت لليث ليضحكه قال نعم كانت فيه دعابة قال الليث وكان قد أسره الروم في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأرادوه على الكفر فعصمه الله حتى أنجاه منهم ومات في خلافة عثمان قال الزبير هكذا قال ابن وهب عن الليث حل حزام راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن لابن وهب علم بلسان العرب وإنما تقول العرب لحزام الراحلة غرضة إذا ركب بها على رحل فإن ركب بها على جمل فهي بطان وإن ركب بها على فرس فهي حزام وإن ركب بها على رحل أنثى فهو وضين قال أبو عمر شاهد ذلك ما روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سار في بعض حجاته فلما أتى وادى محسر ضرب فيه راحلته حتى قطعته وهو يرتجز * إليك تعدو قلقا وضينها * مخالفا دين النصارى دينها * معترضا في بطنها جنينها * قد ذهب الشحم الذي يزينها * ومن دعابة عبد الله بن حذافة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره على سرية فأمرهم أن يجمعوا حطبا ويوقدوا نارا فلما أوقدوها أمرهم بالقحم فيها فأبوا فقال لهم ألم يأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم بطاعتى وقال من أطاع أميري فقد أطاعني فقالوا ما آمنا بالله واتتبعنا رسوله إلا لننجو من النار فصوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلهم وقال لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق قال الله تعالى ولا تقتلوا أنفسكم وهو حديث صحيح الإسناد مشهور
(٨٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 885 886 887 888 889 890 891 892 893 894 895 ... » »»