وشهد معه الجمل وصفين والنهروان هو وقومه ولم يفارقه حتى قتل وكان قد ولاه على مصر فضاق به معاوية وأعجزته فيه الحيلة وكايد فيه عليا ففطن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بمكيدته فلم يزل به الأشعث وأهل الكوفة حتى عزل قيسا وولى محمد بن أبي بكر ففسدت عليه مصر وروى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال قال قيس بن سعد لولا الإسلام لمكرت مكرا لا تطيقه العرب ولما أجمع الحسن على مبايعة معاوية خرج عن عسكره وغضب وبدر منه فيه قول خشن أخرجه الغضب فاجتمع إليه قومه فأخذ لهم الحسن الأمان على حكمهم والتزم لهم معاوية الوفاء بما اشترطوه ثم لزم قيس المدينة وأقبل على العبادة حتى مات بها سنة ستين رضي الله عنه وقيل سنة تسع وخمسين في آخر خلافة معاوية وكان رجلا طوالا سناطا وروى ابن وهب عن عمرو بن الحارث قال حدثني بكر بن سوادة عن أبي حمزة عن جابر قال خرجنا في بعث كان عليهم قيس بن سعد بن عبادة فنحر لهم تسع ركائب فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا له ذلك من فعل قيس بن سعد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الجود من شيمة أهل ذلك البيت وهو القائل اللهم ارزقني حمدا ومجدا فإنه لا حمد إلا بفعال ولا مجد إلا بمال
(١٢٩٠)