الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٢ - الصفحة ٧٦٧
حين نهوضه إلى الجمل إن الله عز وجل فرض الجهاد وجعله نصرته وناصره وما صلحت دنيا ولا دين إلا به وإني بليت بأربعة أدهى الناس وأسخاهم طلحة وأشجع الناس الزبير وأطوع الناس في الناس عائشة وأسرع الناس إلى فتنة يعلى بن أمية والله ما أنكروا علي شيئا منكرا ولا استأثرت بمال ولا ملت بهوى وإنهم ليطلبون حقا تركوه ودما سفكوه ولقد ولوه دوني وإن كنت شريكهم في الإنكار لما أنكروه وما تبعة عثمان إلا عندهم وإنهم لهم الفئة الباغية بايعوني ونكثوا بيعتي وما استأنوا بي حتى يعرفوا جوري من عدلي وإني لراض بحجة الله عليهم وعلمه فيهم وإني مع هذا لداعيهم ومعذر إليهم فإن قبلوا فالتوبة مقبولة والحق أولى ما انصرف إليه وإن أبوا أعطيتهم حد السيف وكفى به شافيا من باطل وناصرا والله إن طلحة والزبير وعائشة ليعلمون أني على الحق وأنهم مبطلون وقد روى عن علي رضي الله عنه أنه قال والله إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير ممن قال الله تعالى ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين وروى معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن الجارود بن أبي سبرة
(٧٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 762 763 764 765 766 767 768 769 770 771 772 ... » »»