الإنتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء - ابن عبد البر - الصفحة ١٧٠
السلطان على أن يوليه مفاتيح خزائنه فأبى واختار ضربهم وحبسهم على عذاب الله فقال له الرجل والله ما رأيت أحدا وصفه بما وصفته فقال هو والله ما قلت لك قال وبعث يزيد بن عمر بن هبيرة اليه فأقدمه عليه وعرض عليه أن يوليه بيت المال فأبى فضربه عشرين سوطا قلت له وأين مات قال مات ببغداد سنة خمسين ومائة وصلى عليه الحسن بن عمارة وكان قاضيا يومئذ ببغداد قال أبو يعقوب ونا العباس بن أحمد البزاز قال نا محمد بن عثمان بن أبو شيبة قال نا بشر بن عبد الرحمن الوشاء قال سمعت أبا نعيم يقول سمعت زفر بن الهذيل يقول كان أبو حنيفة يجهر بالكلام أيام إبراهيم بن عبد الله بن حسن جهارا شديدا قال فقلت له والله ما أنت بمنته أو توضع الحبال في أعناقنا فلم نلبث ان جاء كتاب أبى حفص إلى عيسى بن موسى أن احمل أبا حنيفة إلى بغداد قال فغدوت اليه فرأيته راكبا على بغلة وقد صار وجهه كأنه مسيح قال فحمل إلى ببغداد فعاش خمسة عشر يوما قال فيقولون انه سقاه وذلك في سنة خمسين ومائة ومات أبو حنيفة وهو ابن سبعين سنة قال ونا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد البزاز قال نا أبى قال سمعت ابن أبي عمران يقول سمعت بشر بن الوليد يقول سمعت أبا يوسف يقول انما كان غيظ المنصور على أبي حنيفة مع معرفته بفضله أنه لما خرج إبراهيم بن عبد الله بن حسن بالبصرة ذكر له أن أبا حنيفة والأعمش يخاطبانه من الكوفة فكتب المنصور كتابين على لسانه أحدهما إلى الأعمش والآخر إلى أبي حنيفة من إبراهيم بن عبد الله بن
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 » »»