بعض يتساءلون فأما قوله والله ربنا ما كنا مشركين وقوله ولا يكتمون الله حديثا فإن الله عز وجل يغفر يوم القيامة لأهل الإخلاص ذنوبهم ولا يتعاظم عليه ذنب أن يغفره ولا يغفره شركا فلما رأى المشركون ذلك قالوا إن ربنا يغفر الذنوب ولا يغفر الشرك فقالوا نقول إنما كنا أهل ذنوب ولم نكن مشركين فقال الله عز وجل أما إذ كتمتم الشرك فاختموا على أفواههم فختم على أفواههم فتنطق أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون فعند ذلك عرف المشركون أن الله لا يكتم حديثا فعند ذلك يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا وأما قوله والسماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها فإنه خلق الأرض في يومين قبل خلق السماء ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين ثم نزل إلى الأرض فدحاها ودحاها أن أخرج فيها الماء والمرعى وشق فيها الأنهار فجعل فيها السبل وخلق الجبال والرمال والآكام وما بينهما في يومين آخرين فذلك قوله والأرض بعد ذلك دحاها وقوله أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين فجعلت الأرض وما فيها من شئ في أربعة أيام وجعلت السماوات في يومين وأما قوله وكان الله غفورا رحيما وكان الله عزيزا حكيما وكان الله سميعا بصيرا فإن الله عز وجل سمى نفسه ذلك ولم ينحله غيره وكان الله إي لم يزل كذلك ثم قال للرجل إحفظ عني ما حدثتك واعلم أنما أختلف عليك من القران أشياء ما حدثتك فإن الله عز وجل لم ينزل شيئا إلا قد أصاب به الذي أراد ولكن الناس لا يعلمون فلا كالنطفة عليك فإن كلا من عند الله
(٢٤٦)