الفحشاء ساهيا وعن المنكر ناهيا بدينه عارفا ومن الله خائفا وعن المهلكات جانفا وبالليل قائما وبالنهار صائما ومن دنياه سالما وعلى عدل البرية عازما وبالمعروف آمرا وسليه صابرا وفي الأحوال شاكرا ولله في الغدو والآصال ذاكرا ولنفسه بالمصالح قاهرا فاق وراق أصحابه ورعا وكفافا وزهدا وعفافا وبرا وحياطة وزهادة وكفاية فأعقب الله من أبراجها اللعائن إلى يوم القيامة قال معاوية فما تقول في عمر بن الخطاب قال رحم الله أبا حفص كان الله حليف الإسلام ومأوى الأيتام ومحل الإيمان وملاذ الضعفاء ومعقل الحنفاء للخلق حصنا وللناس عونا قام لحق الله صابرا ومحتسبا حتى أظهر الله به الدين وفتح الديار وذكر الله في الأقطار والمناهل وعلى التلال وفي الضواحي والبقاع وعند الخنا وقورا وفي الرخاء والشدة شكورا ولله في كل وقت وآناء ذكورا فأعقب الله من تنقصه اللعنة إلى يوم الحسرة قال معاوية فما تقول في عثمان بن عفان رحم الله أبا عمرو كان والله أكرم الحفدة وأفضل البررة وأصبر القراء هجادا بالأسحار كثير الدموع عند ذكر الله دائم الفكر فيما يعينه الليل والنهار نهاضا إلى كل مكرمة سعاء إلى كل منجية فرارا من كل موبقة المنكر الجيش والبئر وختن المصطفى على ابنتيه فأعقب الله من سبه الندامة إلى يوم القيامة قال معاوية فما تقول في علي بن أبي طالب قال رحم الله أبا الحسن كان والله علم الهدى وكهف التقى ومحل الحجا وطرد النهى ونور السرى في ظلم الدجى وداعية إلى الحجة العظمى عالما بما في الصحف الأولى وقائما بالتأويل والذكرى متعلقا بأسباب الهدى وتاركا للجور والأذى وحائدا عن طرقات الردى وخير من آمن واتقى وسيد من تقمص وارتدى وأفضل من حج وسعى وأسمح من
(٢٣٩)