الدابة يكون لها ثلاث خرجات من الدهر فتخرج خرجة في أقصى اليمن حتى يفشو ذكرها في أهل البادية ولا يدخل ذكرها القرية ثم تكمن زمانا طويلا بعد ذلك ثم تخرج أخرى قريبا من مكة فيفشو ذكرها في أهل البادية ويفشو ذكرها بمكة ثم تكمن زمانا طويلا ثم بينا الناس يوما بأعظم المساجد على الله حرمة وخيرها وأكرمها على الله المسجد الحرام لم يرعهم إلا ناحية المسجد تربو ما بين الركن والمقام إلى باب بني مخزوم على يمين الخارج من المسجد فانفض الناس عنها شتى ومعا وثبت لها عصابة من المسلمين وعرفوا أنهم لن يعجزوا الله فخرجت عليهم تنفض عن رأسها التراب فبدت لهم فحلت وجوههم حتى تركتها كأنها الكواكب الذرية ثم ولت في الأرض لا يدركها طالب ولا يعجزها هارب حتى إن الرجل ليقوم يتعوذ منها بالصلاة فتأتيه فتقول أي فلان الآن تصلي فيقبل عليها بوجهه فتسمه في وجهه ثم تذهب ويتحاور الناس في دورهم في أسفارهم ويشتركون في الأموال ويعرف الكافر من المؤمن حتى أن المؤمن ليقول للكافر يا كافر أقضني حقي وحتى إن الكافر يقول يا مؤمن أقضني حقي 3036 - حدثنا بكر بن محمد القزاز البصري ثنا عبد الله بن أبي يعقوب الكرماني ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا زهير بن معاوية عن عبد الله بن عطاء قال حدثني عكرمة بن خالد أن أبا الطفيل حدثه أنه سمع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره فخرجت من عنده أتعجب مما سمعت حتى دخلت على أبي سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري فتعجبت فقال مما تعجبت فقلت سمعت أخاك بن مسعود يزعم أن الشقي من شقي في بطن أمه وأن
(١٧٤)