هذا الذي تزعمونه قالوا ها هو ذاك حيث ترى فانقلبت إليه فوالله ما جزت عنهم قيس حجر حتى أكبو علي كل عظم وحجر ومدر فضرجوني بدمي فأتيت البيت فدخلت بين الستور والبناء وصومت فيه ثلاثين يوما لا آكل ولا أشرب إلا من ماء زمزم حتى إذا كانت ليلة قمراء أضحيان أقبلت امرأتان من خزاعة فطافتا بالبيت ثم ذكرتا أساف ونائلة وهما وثنان كانوا يعبدونهما فأخرجت رأسي من تحت الستور فقلت احملا أحدهما على صاحبه فغضبتا ثم قالتا أم والله لو كانت رجالنا حضورا ما تكلمت بهذا ثم ولتا فخرجت أقفو آثارهما حتى لقيتا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما أنتما ومن أين أنتما ومن أين جئتما وما جاء بكما فأخبرتاه الخبر فقال أين تركتما الصابئ فقالتا تركناه بين الستور والبناء فقال لهما هل قال لكما شيئا قالتا نعم كلمة تملأ الفم فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انسلتا وأقبلت حيث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سلمت عليه عند ذلك فقال من أنت وممن أنت ومن أين أنت ومن أين جئت وما جاء بك فأنشأت أعلمه الخبر فقال من أين كنت تأكل وتشرب فقلت من ماء زمزم فقال أما إنه طعام طعم ومعه أبو بكر رضي الله تعالى عنه فقال يا رسول الله ائذن لي أن أعشيه قال نعم ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وأخذ أبو بكر رضي الله تعالى عنه بيدي حتى وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بباب أبي بكر رضي الله تعالى عنه ثم دخل أبو بكر بيته ثم أتى بزبيب من زبيب الطائف فجعل يلقيه لنا قبضا قبضا ونحن نأكل منه حتى تملأنا منه فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر فقلت لبيك فقال أما إنه قد رفعت لي أرض وهي ذات ماء لا أحسبها إلا تهامة فاخرج إلى قومك فادعهم إلى ما دخلت فيه قال فخرجت حتى أتيت أمي وأخي فأعلمتهما الخبر فقالا ما بنا رغبة عن الدين الذي دخلت فيه فأسلما ثم خرجنا حتى أتينا المدينة فأعلمت قومي فقالوا إنا قد صدقناك ولكن نلقى محمدا صلى الله عليه وسلم فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيناه فقالت له غفار يا
(٢٦٧)