عدونا غدا ونحن جياع رجال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ترى يا عمر قال تدعو الناس ببقايا أزوادهم ثم تدعو لنا فيها بالبركة فإن الله عز وجل سيبلغنا بدعوتك إن شاء الله قال فكأنما كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم غطاء فكشف فدعا بثوب فأمر به فبسط ثم دعا الناس ببقايا أزوادهم فجاؤوا بما كان عندهم فمن الناس من جاء بالجفنة من الطعام أو الحفنة ومنهم من جاء بمثل البيضة فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع على ذلك الثوب ثم دعا فيه بالبركة وتكلم بما شاء الله أن يتكلم ثم نادى في الجيش فجاؤوا ثم أمرهم فأكلوا وطعموا وملأوا أوعيتهم ومزاودهم ثم دعا بركوة فوضعت بين يديه ثم دعا بماء فصبه فيها ثم مج فيها فتكلم بما شاء الله أن يتكلم ثم أدخل خنصره فيها فأقسم بالله لقد رأيت أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم تفجر ينابيع من الماء ثم أمر الناس فشربوا وسقوا وملأوا قربهم وأداويهم ثم ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال أشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله لا يلقى الله بهما أحد يوم القيامة إلا دخل الجنة على ما كان (576) حدثنا الحسن بن غليب المصري ثنا سعيد بن عفير ثنا بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن بيهس الثقفي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري عن أبيه لا أعلم ذلك إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قيل له يا رسول الله أرأيت من آمن بك ولم يرك وصدقك ولم يرك ماذا لهم قال طوبى لهم مرتين أولئك منا أولئك معنا
(٢١٢)