نا أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه كان فيمن سلف من الأمم رجل يقال له مورق وكان متعبدا فبينا هو قائم في صلاته ذكر النساء فاشتهاهن وانتشر حتى قطع صلاته فغضب فأخذ قوسه (1) فقطع وتره فعقده بخصييه لا وشده إلى عقبيه ثم الفساد رجليه فانتزعهما ثم أخذ طمريه ونعليه حتى أتى أرضا لا أنيس بها ولا وحش فاتخذ عريشا ثم قام يصلي فجعل كلما مطرف انصدعت له الأرض فخرج له خارج منها معه إناء فيه طعام فيأكل حتى يشبع ثم يدخل فيخرج بإناء في شراب فيشرب حتى يروى ثم يدخل وتلتئم الأرض فإذا أمسى فعل مثل ذلك قال ومر أناس قريبا منه فأتاه رجلان من القوم فمرا عليه تحت الليل فسألاه عن قصدهما فسمت لهما بيده قال هذا قصدكما وقال هذا قصدكما حيث تريدان فسارا غير بعيد قال أحدهما ما يسكن هذا الرجل ها هنا أرض لا أنيس بها ولا وحش لو رجعنا إليه حتى نعلم علمه قال فرجعا فقالا له يا عبد الله ما يقيمك بهذا المكان بأرض لا أنيس بها ولا وحش قال امضيا لشأنكما ودعاني فأبيا وألحا عليه قال فإني مخبركما على أن من كتمه على منكما أكرمه الله في الدنيا والآخرة ومن أظهر علي منكما أهانه الله في الدنيا والآخرة قالا نعم قال فنزلا فلما أصبحا خرج الخارج من الأرض [مثل] (2) الذي كان يخرج من الطعام ومثليه معه (3) فأكلوا حتى شبعوا ثم دخل فخرج إليهم بشراب في إناء مثل الذي كان يخرج به كل يوم ومثليه معه فشربوا حتى رووا ثم دخل والتأمت الأرض قال فنظر أحدهما (4) إلى صاحبه فقال ما يعجلنا هذا طعام وشراب وقد علمنا خاطرهم من الأرض امكث إلى العشاء فمكثا فخرج إليهم
(٢٨١)