المعجم الأوسط - الطبراني - ج ١ - الصفحة ٢٤
فلما حللنا بهم أكرمونا فلما رأى ذلك رجل من الحي مشى إلى خالي فقال تعلم أن أنيسا يخالفك إلى أهلك فحز في قلبه فانصرفت من رعية إبلي فوجدته كئيبا يبكى فقلت ما بكاؤك يا خال فأعلمني الخبر فقلت حجز من ذلك إنا نعاف الفاحشة وإن كان الزمان قد بنا ولقد كدرت علينا صفو ما ابتدأتنا به ولا سبيل إلى اجتماع فاحتملت أمي وأخي حتى نزلنا بحضرة مكة فقال أخي إني مدافع رجلا على الماء بشعر وكان امرأ شاعرا فقلت لا تفعل فخرج به اللجاج حتى دافع دريد بن الصمة صرمته إلى صرمته وأيم الله لدريد يومئذ أشعر من أخي فتقاضيا إلى خنساء فقضت لأخي علي دريد وذلك أن دريدا خطبها إلى أبيها فقالت شيخ كبير لا حاجة لي فيه فحقدت ذلك عليه فضممنا صرمته إلى صرمتنا فكانت لنا هجمة ثم أتيت مكة فابتدأت بالصفا فإذا عليه رجالات قريش وقد بلغني أن بها صابئا أو مجنونا أو شاعرا أو ساحرا فقلت أين هذا الذي تزعمونه فقالوا ها هو ذلك حيث ترى فانقلبت إليه فوالله ما جزت عنهم قيص حجر حتى أكبوا على كل عظم وحجر ومدر فضرجوني فقال بدمي فأتيت البيت فدخلت بين الستور والبناء وصمت فيه ثلاثين يوما لا آكل ولا أشرب إلا من ماء زمزم حتى إذا كانت ليلة قمراء إضحيان أقبلت امرأتان من خزاعة فطافتا بالبيت ثم ذكرتا إسافا ونائلة وهما وثنان كانوا يعبدونهما فأخرجت رأسي من تحت الستور فقلت احملا أحدهما على صاحبه فغضبتا ثم قالتا وأيم الله لو كانت رجالنا حضورا ما تكلمت بهذا فخرجتا تقفو آثارهما حتى لقيتا رسول الله فقال من أنتما وممن أنتما ومن أين جئتما وما جاء بكما فأخبرتاه الخبر فقال أين تركتما الصابئ فقالتا تركناه بين الستور والبناء فقال لهما هل
(٢٤)
مفاتيح البحث: مدينة مكة المكرمة (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»