أمالي المحاملي - الحسين بن إسماعيل المحاملي - الصفحة ٢٤٩
243 - حدثنا الحسين ثنا محمد بن إسماعيل البخاري ثنا إسحاق الفروي ثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان وكان محمد بن جبير ذكر لي ذكرا من حديثه ذلك فانطلقت حتى أدخل على مالك بن أوس فسألته عن ذلك الحديث.
فقال مالك: بينما أنا جالس في أهلي حين متع النهار إذا رسول عمر بن الخطاب يأتيني فقال: أجب أمير المؤمنين فانطلقت معه حتى أدخل على عمر فإذا هو جالس على رمال سرير ليس بينه وبينه فراش متكئ على وسادة من أدم فسلمت عليه ثم جلست فقال: يا مال إنه قدم علينا من قومك أهل أبيات وقد أمرت فيهم فاقبضه فاقسمه فيهم فقلت: يا أمير المؤمنين لو أمرت به غيري. قال: اقبضه أيها المرء.
قال: فبينا أنا جالس عنده أتاه حاجبه يرفأ فقال: هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد بن أبي وقاص يستأذنون؟ قال: نعم ائذن لهم فدخلوا وسلموا فجلسوا ثم جلس يرفأ يسيرا ثم قال: هل لك في علي وعباس؟ قال: نعم فأذن لهما قال: فدخلا فسلما وجلسا فقال عباس: يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا - وهما يختصمان فيما أفاء الله على رسوله من بني النضير - فقال الرهط عثمان وأصحابه: اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر فقال عمر: أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا نورث ما تركنا صدقة " يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه؟
قال الرهط: قد قال ذلك. فأقبل عمر على علي والعباس فقال: أنشدكما هل تعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك؟ قالا: قد قال ذلك قال عمر - رضي الله عنه -: فإني أحدثكم عن هذا الأمر إن الله عز وجل قد كان خص رسوله الله صلى الله عليه وسلم في هذا الفئ بشئ لم يعطه أحدا غيره ثم قرأ * (وما أفاء الله على رسوله منهم. إلى قوله تعالى: قدير) * فكانت هذه خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم والله ما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم قد أعطاكموه وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال فكان رسول (الله صلى الله عليه وسلم) ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك حياته.
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 253 255 256 ... » »»