أمالي المحاملي - الحسين بن إسماعيل المحاملي - الصفحة ٢٣٤
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حياته. أنشدكم الله هل تعلمون ذلك؟ قالوا: نعم ثم قال لعلي عليه السلام وللعباس رضي الله عنهما: أنشدكما بالله هل تعلمان ذلك؟ قالا: نعم ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبضها أبو بكر فعمل فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم والله يعلم أنه فيها لصادق بار راشد تابع للحق ثم جئتماني كلمتكما واحدة وأمركما جميع فجئتماني تسألاني نصيبك من ابن أخيك وجاءني هذا يسألني نصيب امرأته من أبيها فقلت لكما: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا نورث ما تركنا صدقة " فلما بدا لي أن أدفعها إليكما بذلك قلت: إن شئتما أن أدفعها إليكما على أن عليكما بعهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم به وأبو بكر وبما عملت به فيها منذ وليتها وإلا فلا تكلماني فقلتما: ادفعها إلينا بذلك. أنشدكما بالله هل دفعتها إليكما بذلك؟ قالا: نعم قال: أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك فوالذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيها قضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنها فادفعاها إلي فإني أكفيكماها.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»