كتاب العرش - ابن أبي شيبة - الصفحة ٨٢
لآية، قد أفسدت علي قلبي وشككتني في ديني، فقال له أمير المؤمنين:
ويحك يا ابن الكواء! وما هذه الآية التي قد أفسدت عليك قلبك وشككتك في دينك؟ فقال له ابن الكواء: قول الله تعالى (والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون) [النور: 41]، ما هذه الصلاة؟ وما هذه الصف؟
وما هذا التسبيح؟ فقال له أمير المؤمنين: يا ابن الكواء إن الله تعالى خلق الملائكة في صور شتى، وإن لله ملكا في صورة ديك أشهب براثنه في الأرض السفلى السابعة، وعرفه مثني تحت عرش الرحمن له جناح بالمشرق من نار، وجناح بالمغرب من ثلج، فإذا حضر وقت كل صلاة قام على براثنه، وأقام عرفه تحت العرش ثم صفق بجناحيه كما تصفق الديكة في منازلكم، فلا الذي من النار يذيب الثلج، ولا الذي من الثلج يطفي الذي من النار، ثم ينادي بأعلى صوته: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سبوح قدوس رب الملائكة والروح، وأشهد أن محمدا خير النبيين، فتسمعه الديكة في منازلكم، فتصفق بأجنحتها فيقول كنحو من قوله، فهو قول الله عز وجل في كتابه (والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون) [النور 41].
68 - حدثنا جعفر بن محمد التميمي [116 - أ] نا الوليد بن مسلم نا داود بن عبد الرحمن المكي عن محمد بن زاذان أنه أخبره عن أم سعد - امرأة من المهاجرات - قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " العرش على ملك من لؤلؤة في صورة ديك، رجلاه في التخوم السفلى، وعنقه مثنية تحت العرش، وجناحاه في المشرق والمغرب، فإذا سبح الله ذلك الملك، لم يبق شئ
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»