من أبي جمرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إني لو كنت بعثت بكتابي هذا إلى قوم بالشط من أهل عمان من هذا لحي من الأزد لصدقوني ولقبلوا كتابي فوثب رجل من الأنصار يقال له كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنه فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله فما يمنعك من الكتاب إلى إخواننا فوالله إن كانوا في الجاهلية أشدنا رجلا وأقوانا حملا وأبعدنا أثرا نزلوا بساحل البحر فملكوا البحر ولولا أن الدار نائية لجاءوا كما جاء إخوانهم من الشنئين فكتب إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا وبعث رجلا من الأنصار فوثب رجل من عبد القيس فقال يا رسول الله ابعثني معهما فأنا أدل الطريق وأعلم فكتب كتابا وصدر الكتاب إلى ملكهم بن جلندا وأهل اليمن وقال للرسولين أما إنه سيقبل كتابي ويصدقني ويؤمن بي هو وأهل عمان ويسألكم بن جلندا أبعث معكما إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدية فتقولوا لا وسيقول أما إنه لو بعث معكم بهدية لكانت بمنزلة المائدة التي أنزلت على المسيح على بني إسرائيل فلما قدموا عليه أسلموا وأسلم ملكهم وآمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث ملكهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدية وبعث معهم بصدقة ماله وأسلم أهل عمان وبعثوا بصدقة مالهم وبعثوا وفدا عشرة وفيهم أبو صفرة وأبو المهالبة وبعث رجلا من أولاد ملك يقال له كعب بن شور وبقية الوفد من ولد جلندا ومن أولاد ملك فقدموا المدينة وقد قبض النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر رضي الله تعالى عنه فدفعت الهدية إلى أبي بكر رضي الله تعالى عنه فوثب علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه فقال هذه هدية بن جلندا إلى رسول
(٢٧٠)