هذا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتصنع به ما أرى وتقول له ما أسمع فوالذي بعثه بالحق لولا ما أخاف فوته لسبقني رأسك قال زيد ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر رضي الله تعالى عنه في سكون وتؤدة ثم تبسم ثم قال أنا وهو أحوج إلى غير هذا منك يا عمر أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن اتباعه أذهب به فاعطه حقه وأعطه مكان ما رعته عشرين صاعا من تمر فذهب بي عمر رضي الله تعالى عنه فقضاني وأعطاني عشرين صاعا من تمر فلما فرغ قلت تعرفني قال لا قلت أنا زيد بن سعنة قال عمر الحبر قلت نعم قال عمر رضي الله تعالى عنه فما حملك على ما صنعت من كلامك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال زيد قلت إنه لم يبق من علامات النبوة شئ إلا وقد عرفته في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتين فأحببت أن أخبرهما منه يسبق حلمه جهله ولا يزده الجهل إلا حلما فرضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وأشهدك يا عمر أن أشطر مالي فإني أكثر أهلها مالا صدقة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقال عمر أو على بعضهم فإنك لا تسعهم قال زيد رضي الله تعالى عنه أو بعضهم فرجع زيد وعمر رضي الله تعالى عنهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال زيد رضي الله تعالى عنه أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وبايعه وآمن به وصدقه وشهد معه مشاهد عدة فهلك في غزوة مقبلا بوجهه قال الوليد بن مسلم ذكر محمد بن حمزة عن أبيه عن جده عبد الله بن سلام رضي الله تعالى عنه قال بن أبي عاصم رحمه الله هذا يدخل في مسند زيد بن سعنة رضي الله تعالى عنه وقال بن أبي عاصم هذا حديث كثير المعاني قد ذكرنا ما جرى
(١١٢)