كتاب العمر والشيب - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٧٨
محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، قال: تزوج عمر بن الخطاب امرأة من أهل مكة شريفة، فجاءه رجل يهنئه بها، فقال: ما أشرفها من امرأة لا تلد، وقد طعنت في السن.
فقال عمر: لولا الولد لم أتزوج، حصير في بيت خير من امرأة لا تلد، ثم التفت إلى تميم بن الجهاد الجهني فقال: كيف شببت بالنساء؟
قال: قلت فيهن:
إن تأت يوما بنت عشر فإنها * بخير إلى خير تحب بريدها وإن تأت يوما بنت عشرين حجة * فتلك المنى تلهو بها وتريدها وبنت الثلاثين التي هي حاجة * لنفسك لم تكبر ولم يعس عودها وقيم بنت الأربعين بغبطة * ولم يتغير ودها وجديدها وإن تأت يوما بنت خمسين حجة * هديا فقلها جنة تستفيدها وإن تأت يوما بنت ستين حجة * تجدها محبا دينها وركودها وإن تأت يوما بنت سبعين حجة * تجدها إذا زيرت شديدا صدودها وبنت الثمانين التي قد تشعشعت * من الكبر العاتي وماس وريدها وإن تأتي يوما بنت تسعين حجة * تجد بيتها ضنكا قصيرا عمودها فضحك عمر وقال: إنه لشبيه يا جهني أن يكون ما بعد الأربعين متغيرا.
86 - قال أخبرني أبي (3)، قال: أنشدني أبو الوليد الكلابي:
إني لمهد للنساء هدية * سيرضى بها أعيانها وشهودها إذا ما لقيتم ذات عشر فإنها * قليل إذا يلقى الخرود جودها
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 » »»