كتاب الرضا عن الله بقضائه - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٢٤
الثاني: أنه جازم بأنه لا تبديل لكلمات الله، ولا راد لحكمه، وأنه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.
الثالث: أن عبد محض، والعبد المحض لا يسخط جريان أحكام سيده المشفق المحسن، بل يتلقاها كلها بالرضا به وعنه.
الرابع: أنه جاهل بعواقب الأمور، وسيده أعلم بمصلحته وبما ينفعه.
الخامس: أنه محب، والمحب الصادق: من رضي بما يعامله به حبيبه.
السادس: أنه لا يعرف مصلحة من كل وجه، ولو عرف أسبابها، فهو جاهل ظالم، وربه تعالى يريد مصلحته، ويسوق إليه أسبابها.
السابع: أن مسلم، والمسلم من قد سلم نفسه الله، ولم يعترض عليه في جريان أحكامه عليه، ولم يسخط ذلك.
الثامن: أنه عارف بربه، وحسن الظن به، لا يتهمه فيما يجريه عليه من أقضيته وأقداره، فحسن ظنه به يوجب له استواء الحالات عنده، ورضاه بما يختاره له سيده سبحانه.
التاسع: أنه يعلم أن حظه من المقدور ما يتلقاه به من رضى وسخط، فلا بد له منه، فإن رضى فله الرضا، وإن سخط فله السخط.
العاشر: علمه بأنه إذا رضى انقلب في حقه نعمة ومنحة، وخف عليه حمله، وأعين عليه، وإذا سخطه تضاعف عليه ثقله وكله، ولم
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»