آخرون الصحيح دون الجمع فظهر صحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرهما. وظلمت هذه الدواوين يتداولها العلماء بالسماع والإجازة والمناولة ويتكلفون العناء والرحلة في طلبها.. حتى ضعفت الهمم وانقطع عصر الرواية، وضاعت بعض دواوين السنة، وبعضها أصبح من المخطوطات الأثرية المحفوظة والبعض الاخر وصل إلينا بحمد الله ومنته.
وفي هذه الأزمان المتأخرة التهبت قلوب علماء الحديث حرقة على ما في بطون هذه المخطوطات من سنن آثار، فعكفوا على تحقيق المخطوطات الحديثية القديمة وضبط أحاديثها وتخريجها ومن ثم طبعها ونشرها لتعم فائدتها الخواص والعوام وليبلغ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار.
فهذه مخطوطة من المخطوطات الأثرية أقدمها بين يدي طلبة العلم الشريف لتصلهم برسول الله صلى الله عليه وسلم راجيا المولى العلي القدير أن يكون عملي هذا خالصا لوجهه سبحانه وأن ينفعني به ومن يطالعه.
وختاما لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من فضيلة الدكتور / عبد الصمد بن بكر عابد الذي اعتنى بالبحث من مهده