بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيآت أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد سبق أن حققت لنيل درجة العالمية (الماجستير) كتاب " طبقات المحدثين بأصفهان والواردين عليها " لأبي الشيخ الأنصاري عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان (ت 369 ه) دراسة وتحقيقا وتخريجا، ومن خلال ممارستي عمل التحقيق للكتاب المذكور ودراسته ودراسة لمؤلفه والقيام بتخريج أحاديث زدت شوقا وجرني ذلك إلى البحث عن كتاب حديثي يوافق ما سبق من منهجي وعملي في التحقيق لاقوم بخدمته كرسالة علمية، وقد حقق الله رغبتي في مسند عظيم للامام المشهور إسحاق ابن راهويه (ت 238 ه)، ولكن مع الأسف لم نعثر على جميع هذا المسند الكبير الذي كان في ست مجلدات ضخمة على غرار مسند قرينه الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - وإنما تم العثور على المجلد الرابع منه فقط، ومع نقص في بدايته ونهايته، مما جعلني اختار من هذا القسم المتبقي " مسند أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - لرسالة الدكتوراه " حيث إن مسندها كامل وهو أكبر مسند في هذا القسم المتبقى، وما زلت أعمل في بقيته وأسأل الله تعالى التوفيق على إتمامه في أسرع وقت. فمن هنا فضلت اختيار مسند الامام إسحاق ابن راهويه ومنه مسند عائشة - رضي الله عنها - على غيره لما تقدم وللأمور الآتية:
أولا: لأهمية هذا المسند الذي يعتبر أصلا من أصول الكتب الستة - سوى