وأصح الأسانيد مطلقا فائدة، هذا وهي ترجيح التراجم التي حكموا لها بالأصحية على ما لم يقع له حكم من أحد منهم. وقد ذكرت سابقا بأن معظم مروياتها جاء من طريق هؤلاء. أما أو هي أسانيد عائشة - رضي الله عنها - كما ذكره الحاكم وغيره فهو نسخة عند البصريين عن الحارث بن شبل عن أم النعمان عن عائشة - رضي الله عنها -.
ولم يرو إسحاق من هذا الاسناد ولا حديثا واحدا وهذا يؤكد منهج المؤلف في الانتفاء وبأنه يتحاشى بقدر الامكان الطرق الواهية والموضوعة وهذا ما ثبت لي من خلال دراستي حيث لم أجد في هذا العدد الكبير من الأحاديث في مسند عائشة - رضي الله عنها -، حديثا موضوعا ولا راويا كذابا اللهم سوى ثلاثة أحاديث وهي حديث رقم 434 و 435 و 585 حيث إنه رواها من طريق الحكم بن عبد الله العاملي وقال أبو حاتم: كذاب وقال الدارقطني: " يضع الحديث " وقال ابن حجر: " متروك " ورماه أبو حاتم بالكذب.
والبقية من أحاديثها فيها حوالي ستة وثمانون حديثا ضعيفا سندا ومتنا مع اختلاف نوعية الضعف فيها ففي بعضها ضعف شديد وفي البعض الاخر منها انقطاع أو إرسال أو إعضال، أو في إسناده لين أو متنه منكر ومنها جملة يحسن عند المتابعة إن وجدت وفيه 114 حديثا ضعيفا بسند المؤلف صحيحا أو حسنا بطرقه الأخرى يعني بمتابعاته وشواهده أو بهما.
وربما يكون الحديث عند المؤلف منقطعا أو معلقا ووصله الآخرون بسند صحيح أو أصله صحيح ورواه المؤلف بسند ضعيف كما سترى هذا في تخريجي للأحاديث.
وما سوى العدد المذكور إما صحيح سندا ومتنا وإما حسن بسند المؤلف وصحيح بطرقه الأخرى أو حسن سندا ومتنا.