وقد أحصى الدكتور محمد مصطفى الأعظمي في كتابه " دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه " أكثر من خمسين صحابيا كتبوا الحديث الشريف أو كتب لهم (1) وأما في عصر التابعين فقد كثر تدوين السنة، بل وابتدئ في تدوين المصنفات وهناك الاتفاق على ذلك، فقد أمر الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز بتدوينها فهب العلماء في كل مصر إلى التصنيف في السنة، وتواتر التدوين منذئذ.
ونعود إلى صحيفة همام التي كتبها - كما قلنا - عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه.
وقد نقلت هذه الصحيفة نقلا صحيحا على أيدي الثقات ابتداء من همام رضي الله عنه إلى عبد الرزاق الذي أخذها عنه الرواة بعد ذلك. وسندها في المخطوطة الخاصة بها - كما في مخطوطة المكتبة الظاهرية بدمشق، والتي اعتمد عليها الدكتور حميد الله في نشره للصحيفة - هو: " حدثنا الشيخ الامام الاجل الأوحد الحافظ تاج الدين، بهاء الاسلام، بديع الزمان أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مسعود المسعودي البندهي، وفقه الله وبصره بعيوب نفسه بقراءته علينا من أصل سماعه المنقول منه في المدرسة الناصرية الصلاحية خلد الله ملك واقفها في السادس والعشرين من ذي القعدة سنة سبع وسبعين وخمسمائة قال أخبرنا الشيخ الثقة الصالح أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد بن عمر المقدر الأصبهاني، قراءه عليه وأنا أسمع قال: أخبرنا الشيخ أبو عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة الأصبهاني قال: أخبرنا والدي الإمام أبو عبد الله محمد بن إسحاق قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن الحسن ابن الخليل القطان قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف السلمي قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري، عن معمر، عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال. ".
ولا حاجة بنا إلى بيان عدالة الصحابي الجليل الذي أملاها على همام وهو أبو هريرة - رضي الله تعالى عنه وأرضاه - فهو من الصحابة العدول بتعديل الله تعالى لهم،