حاشية السندي على النسائي - ابن عبد الهادي - ج ٦ - الصفحة ١٣
أو لم يجاهد من الاخلاص والله تعالى أعلم قوله لا يجتمعان في النار خبر محذوف أي شيئان لا يجتمعان أو هو على لغة أكلوني البراغيث وعلى التقديرين فقوله مسلم قتل كافرا بتقدير معطوف أي والكافر الذي قتله وقوله ثم سدد وقارب يفيد أنه مشروط بعدم الانحراف بعد ذلك وفيح جهنم أي أثر فيح جهنم من الحرارة وفيح جهنم انتشارها والحسد تقبيح للحسد وبيان أنه لا ينبغي لمؤمن أن يحسد فإنه ليس من شأنه ذلك فمعنى لا يجتمعان ههنا أنه ليس من شأن المؤمن أن يجمعهما ويحتمل أن المراد بالايمان كماله فليتأمل والله تعالى أعلم قوله ولا يجتمع الشح والايمان أي لا ينبغي للمؤمن أن يجمع بينهما إذ الشح أبعد شئ من الايمان أو المراد بالايمان كماله كما تقدم أو المراد أنه قلما يجتمع الشح والايمان واعتبر ذلك بمنزلة العدم وأخبر بأنهما لا يجتمعان ويؤيد الوجهين الأخيرين ما سيجئ لا يجمع الله تعالى الايمان والشح في قلب مسلم قوله في سبيل الله حمله على أن المراد سبيل الخير مطلقا لا الجهاد بخصوصه وعلى كل تقدير فلا بد من الاسلام والاخلاص
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 15 16 17 18 19 ... » »»