شرح سنن النسائي - جلال الدين السيوطي - ج ٨ - الصفحة ١٢٢
(ان هذا الدين يسر) سماه يسرا مبالغة بالنسبة إلى الأديان قبله لان الله تعالى رفع عن هذه الأمة الإصر الذي كان على من قبلهم ومن أوضح الأمثلة له أن توبتهم كانت بقتل أنفسهم وتوبة هذه الأمة بالاقلاع والعزم والندم (ولن يشاد الدين أحد الا غلبه) قال بن التين في هذا الحديث علم من أعلام النبوة فقد رأينا ورأي الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع وليس المراد منه طلب الأكمل في العبادة فإنه من الأمور المحمودة بل منع من الافراط المؤدي إلى الملال والمبالغة في التطوع المفضي إلى ترك الأفضل أو إخراج الفرض عن وقته كمن بات يصلي الليل كله ويغالب النوم إلى أن غلبته عيناه في آخر الليل فنام عن صلاة الصبح (فسددوا) أي الزموا السداد وهو الصواب من غير إفراط ولا تفريط (وقاربوا) أي ان لم تستطيعوا الاخذ بالأكمل فاعملوا بما يقرب منه (وأبشروا) أي بالثواب على العمل الدائم وان قل أو المراد تبشير من عجز عن العمل بالأكمل بأن العجز إذا لم يكن من صنعه لا يستلزم نقص أجره وأبهم المبشر به تعظيما له وتفخيما (واستعينوا بالغدوة والروحة وشئ من الدلجة) أي استعينوا على مداومة العبادة بإيقاعها
(١٢٢)
مفاتيح البحث: القتل (1)، المنع (1)، الصّلاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 126 127 128 ... » »»