الديباج على مسلم - جلال الدين السيوطي - ج ٦ - الصفحة ١٧
فالعاصي منا لو قال هذه المعصية قدرها الله علي لم يسقط عنه اللوم بذلك؟
فالجواب أنه باق في دار التكليف محتاج إلى الزجر ما لم يمت وآدم مات وأخرج عن دار التكليف وعن الحاجة إلى الزجر فلم يبق في القول المذكور له فائدة.
* * * 16 - (2653) (حدثني) أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح حدثنا ابن وهب اخبرني أبو هانئ الخولاني عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والأرض بخمسين الف سنة قال وعرشه على الماء * * * (...) (حدثنا) ابن أبي عمر حدثنا المقرئ حدثنا حياة ح وحدثني محمد بن سهل التميمي حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا نافع (يعنى ابن يزيد) كلاهما عن أبي هانئ بهذا الاسناد مثله غير أنهما لم يذكرا وعرشه على الماء * * * احتج آدم وموسى قال القابسي التقت أرواحهما في السماء فوقع الحجاج بينهما.
قال القاضي ويحتمل أنه على ظاهره وأنهما اجتمعا بأشخاصهما قال ويحتمل ان ذلك جرى في حياة موسى سأل الله أن يريه آدم فحاجه خيبتنا أي كنت سبب خيبتنا وإغوائنا تعالى بالخطيئة التي ترتب عليها إخراجك من الجنة ثم تعرضنا لإغواء الشياطين.
اصطفاك أي اختصك وآثرك.
وخط لك بيده فيها المذهبان الإيمان بها وعدم الخو في تأويلها مع أن ظاهرها غير مراد وتأويلها على القدرة.
قدره الله علي أي كتبه في اللوح المحفوظ قال النووي ولا يجوز أ يراد به حقيقة القدر لأنه أزلي لا يتقدر بأربعين سنة.
فحج آدم بالرفع موسى أي غلبه بالحجة قال النووي فإن قيل:
فالعاصي منا لو قال هذه المعصية قدرها الله علي لم يسقط عنه اللوم بذلك؟
فالجواب أنه باق في دار التكليف محتاج إلى الزجر ما لم يمت وآدم مات وأخرج عن دار التكليف وعن الحاجة إلى الزجر فلم يبق في القول المذكور له فائدة.
كتب الله مقادير الخلائق إلى آخره قال النووي قال العلماء المراد تحديد وقت الكتابة في اللوح المحفوظ أو غيره لا أصل التقدير فإن ذلك أزلي لا أول له وعرشه على الماء أي قبل خلق السماوات والأرض.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»