الديباج على مسلم - جلال الدين السيوطي - ج ٦ - الصفحة ١٤٧
على إصبع هو من أحاديث الصفات التي تفوض أو تأول على الاقتدار أي يمسكها مع عظمها بلا تعب ولا ملل والناس يذكرون الإصبع في مثل هذا للمبالغة فيقول أحدهم أقتل زيدا بإصبعي أي لا كلفة علي في قتله.
وقيل يحتمل أن المراد أصابع بعض مخلوقاته.
قال النووي هذا غير ممتنع والمقصود أن يد الجارحة مستحيلة.
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبا مما قاله الحبر تصديقا له قال النووي ظاهر هذا الحديث أنه صلى الله عليه وسلم صدق الحبر في قوله إن الله يقبض السماوات والأرض والمخلوقات بالأصابع ثم قرأ الآية التي فيها الإشارة إلى نحو ما يقول وقال بعض المتكلمين ليس ضحكه وتعجبه وتلاوته الآية تصديقا للحبر بل هو رد لقوله وإنكار وتعجب من سوء اعتقاده فإن مذهب اليهود التجسيم ففهم منه ذلك وقوله تصديقا له إنما هو من كلام الراوي على ما فهم قال والأول أظهر.
وقال القاضي في هذا الحديث وما بعده الله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وسلم فيما ورد في هذه الأحاديث من مشكل ونحن نؤمن بالله وصفاته ولا نشبه شيئا به ولا نشبهه بشئ ليس كمثله شئ وهو السميع البصير الشورى أنه وما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت عنه فهو حق وصدق فما أدركنا علمه فبفضل الله وما خفي عنا آمنا به
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»