الديباج على مسلم - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٢٨٤
وأحب القيد وأكره الغل قال العلماء إنما أحب القيد لأنه في الرجلين وهو كف عن المعاصي والشرور وأنواع الباطل وأما الغل فموضعه العنق وهو صفة أهل النار من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي قال بعض العلماء خص الله سبحانه النبي صلى الله عليه وسلم بأن رؤيا الناس إياه صحيحة وكلها صدق ومنع الشيطان أن يتصور في خلقته لئلا يتدرع بالكذب على لسانه في النوم وكما خرق الله تعالى العادة للأنبياء بالمعجزة دليلا على صحة حالهم وكما استحال ان يتصور الشيطان في صورته في اليقظة إذ لو وقع لاشتبه الحق بالباطل ولم يوثق قال بما جاء عن من جهة النبوة مخالفة من هذا التصور فحماها الله من الشيطان ونزغه ووسوسته وإلقائه وكيده على الأنبياء وكذلك حمى رؤياهم أنفسهم ورؤيا غير النبي للنبي عن تمثل الشيطان بذلك لتصح رؤياه في الوجهين ويكون طريقا إلى علم صحيح لا ريب فيه قال القاضي والمراد إذا رآه في صفته المعروفة له في حياته صلى الله عليه وسلم فإن رؤي على خلافها كانت رؤيا تأويل لا حقيقة وقال النووي (15 / 25) هذا الذي قاله القاضي ضعيف بل
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 280 281 282 283 284 285 286 288 289 290 ... » »»