إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا قال العلماء الرضى والسخط والكراهة من الله تعالى المراد بها أمره ونهيه أو ثوابه وعقابه أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا قال النووي هاتان ثنتان وعندي أنهما واحدة والثالثة قوله ولا تفرقوا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا هو التمسك بعهده واتباع كتابه ولا تفرقوا هو أمر بلزوم جماعة المسلمين ويكره لكم قيل وقال هو الخوض في أخبار الناس وحكايات ما لا يعني من أحوالهم وتصرفاتهم واختلف في حقيقة هذين اللفظين فقيل فعلان ماضيان وقيل اسمان مجروران منونان قلت إنما يأتي هذا في رواية ونهى عن ثلاث قيل وقال وكثرة السؤال قيل المراد التنطع في المسائل والإكثار من السؤال عما لم يقع ولا تدعو إليه الحاجة وقيل المراد سؤال الناس أموالهم وما في أيديهم وقيل المراد كثرة سؤال الإنسان عن حاله وتفاصيل أمره وإضاعة المال هو صرفه في غير وجوهه الشرعية وتعريضه للتلف.
(٣١٨)