عمدة القاري - العيني - ج ٢٤ - الصفحة ٢٠٧
بن عبد الله بن عمر أنه سمع ابن عمر، رضي الله عنهما، يقول: قال رسول الله إذا أنزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم مطابقته للترجمة ظاهرة. وعبد الله بن عثمان هو عبدان المذكور فيما قبل الباب، وعبد الله هو ابن المبارك المروزي، ويونس هو ابن يزيد، والزهري محمد بن مسلم، وحمزة بن عبد الله يروي عن أبيه عبد الله بن عمر بن الخطاب.
والحديث أخرجه مسلم في صفة النار عن حرملة.
قوله: من كان فيهم كلمة: من من صيغ العموم يعني: يصيب الصالحين منهم أيضا، لكن يبعثون يوم القيامة على حسب أعمالهم فيثاب الصالح بذلك لأنه كان تمحيصا له، ويعاقب غيره.
20 ((باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي: (إن ابني هذا لسيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين))) أي: هذا باب قول النبي الخ قوله: لسيد اللام فيه للتأكيد. وفي رواية المروزي والكشميهني: سيد، بغير لام.
7109 حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، حدثنا إسرائيل أبو موساى ولقيته بالكوفة وجاء إلى ابن شبرمة: فقال: أدخلني على عيساى فأعظه، فكأن ابن شبرمة خاف عليه فلم يفعل قال: حدثنا الحسن قال: لما سار الحسن بن علي، رضي الله عنهما، إلى معاوية بالكتائب قال عمرو بن العاص لمعاوية: أراى كتيبة لا تولي حتى تدبر أخراها، قال معاوية: من لذراري المسلمين؟ فقال: أنا. فقال عبد الله بن عامر وعبد الرحمان بن سمرة: نلقاه فنقول له الصلح.
قال الحسن: ولقد سمعت أبا بكرة قال: بينا النبي يخطب جاء الحسن فقال النبي إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين مطابقته للترجمة ظاهرة. وعلي بن عبد الله بن المديني، وسفيان هو ابن عيينة، وإسرائيل هو ابن موسى وكنيته أبو موسى وهو ممن وافقت كنيته اسم أبيه، وهو بصري كان يسافر في التجارة إلى الهند وأقام بها مدة.
قيته بالكوفة قائل هذا سفيان والجملة حالية. قوله: وجاء ابن شبرمة هو عبد الله قاضي الكوفة في خلافة أبي جعفر المنصور، ومات في زمنه سنة أربع وأربعين ومائة، وكان صارما عفيفا ثقة فقيها. قوله: أدخلني على عيسى فأعظه عيسى هو ابن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ابن أخي المنصور، وكان أميرا على الكوفة إذ ذاك، و: أعظه بفتح الهمزة وكسر العين المهملة وفتح الظاء المعجمة من الوعظ. فكأن بالتشديد أي: فكان ابن شبرمة خاف عليه أي: على إسرائيل فلم يفعل أي: فلم يدخله على عيسى بن موسى، ولعل سبب خوفه عليه أنه كان ناطقا بالحق فخشي أن لا يتلطف بعيسى فيبطش به لما عنده من عزة الشباب وعزة الملك. وفيه: دلالة على أن من خاف على نفسه سقط عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قوله: بالكتائب جمع كتيبة على وزن عظيمة وهي طائفة من الجيش تجمع وهي فعيلة بمعنى مفعولة لأن أمير الجيش إذا رتبهم وجعل كل طائفة على حدة كتبهم في ديوانه. قوله: لا تولي بالتشديد أي: لا تدبر أخراها أي: الكتيبة التي لخصومهم. قوله: قال معاوية: من لذراري المسلمين؟ أي: من يتكفل لهم حينئذ؟ والذراري بالتشديد والتخفيف جمع ذرية. قوله: فقال عبد الله بن عامر بن كريز مصغر الكرز بالراء والزاي العبشمي، وعبد الرحمان بن سمرة نلقاه أي: نجتمع به ونقول له نحن نطلب الصلح، وهذا ظاهره أنهما بدأ بذلك والذي تقدم في كتاب الصلح أن معاوية هو الذي بعثهما فيمكن الجمع بأنهما عرضا أنفسهما فوافقهما، وآخر الأمر وقع
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»