عمدة القاري - العيني - ج ٢٣ - الصفحة ١٧٢
أيرى في شيء؟ ما شأني؟ فجلست إليه وهو يقول، فما استطعت أن أسكت وتغشاني ما شاء الله فقلت: من هم بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: (الأكثرون أموالا إلا من قال هاكذا وهاكذا وهاكذا). (انظر الحديث 0641).
مطابقته للترجمة في قوله: (ورب الكعبة). وعمر بن حفص يروي عن أبيه حفص بن غياث النخعي الكوفي، والأعمش سليمان، والمعرور بفتح الميم وسكون العين المهملة وضم الراء الأولى ابن سويد الأسدي عاش مائة وعشرين سنة وكان أسود الرأس واللحية، وأبو ذر جندب بن جنادة الغفاري.
وصدر الحديث مضى في الزكاة بهذا الإسناد بعينه في: باب زكاة البقر. قوله: (انتهيت إليه) أي: إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وصرح به في الزكاة. قوله: (وهو يقول) الواو فيه للحال. قوله: (قلت: ما شأني؟) أي: ما حالي؟ قوله: (أيرى) على صيغة المجهول. (شيء) مرفوع به. قوله: (في) بكسر الفاء وتشديد الياء ومعناه: أنظر في نفسي شيء يوجب الأخسرية؟ ويروى: أيرى، بصيغة المعلوم، ويروى: أنزل في حقي شيء من القرآن؟ قوله: (وما شأني؟) أي: ما حالي وما أمري؟ قوله: (وتغشاني) بالغين والشين المعجمة. قوله: (بأبي وأمي) أي: أنت المفدى بأبي وأمي. قوله: (هكذا) ثلاث مرات أي: إلا من صرف ماله يمينا وشمالا على المستحقين.
9366 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمان الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال سليمان: لاطوفن الليلة على تسعين امرأة كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله) فقال له صاحبه: قل: إن شاء الله. فلم يقل: إن شاء الله فطاف عليهن جميعا فلم يحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل، وايم الذي نفس محمد بيده لو قال: إن شاء الله، لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون.
مطابقته للترجمة في قوله: (وأيم الذي نفس محمد بيده). وهذا السند بعينه بهؤلاء الرجال قد مضى في أحاديث كثيرة.
وأبو اليمان الحكم بن نافع، وأبو الزناد بالزاي، والنون عبد الله بن ذكوان، والأعرج عبد الرحمن بن هرمز.
والحديث مضى في الجهاد في: باب من طلب الولد للجهاد، ومضى أيضا في كتاب الأنبياء في: باب قول الله تعالى: * (ووهبنا لداود سليمان) * (ص: 03) ومضى الكلام فيه هناك.
قوله: (لأطوفن) الطواف كناية عن الجماع. قوله: (على تسعين) وفي كتاب الأنبياء في بعض الروايات: سبعين، وقال شعيب وأبو الزناد: تسعين. وهو أصح ولا منافاة إذ هو مفهوم العدد. وفي (صحيح مسلم): ستون، ويروى: مائة. قوله: (قال له صاحبه) أي: الملك أو قرينه. قوله: (بشق رجل) أي: بنصف ولد، وإطلاق الرجل باعتبار ما يؤول إليه. قوله: (وأيم الله...) إلى آخره من باب الوحي لأنه من باب علم الغيب. قوله: (أجمعون) تأكيد لضمير الجمع الذي في قوله: (لجاهدوا) و (فرسانا) نصب على الحال جمع فارس.
0466 حدثنا محمد حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم سرقة من حرير، فجعل الناس يتداولونها بينهم ويعجبون من حسنها ولينها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتعجبون منها؟) قالوا: نعم يا رسول الله! قال: (والذي نفسي بيده لمناديل سعد في الجنة خير منها).
لم يقل شعبة وإسرائيل: عن أبي إسحااق: والذي نفسي بيده.
مطابقته للترجمة في قوله: (والذي نفسي بيده). ومحمد هو ابن سلام، قاله الغساني، وأبو الأحوص هو سلام بالتشديد ابن سليم الحنفي الكوفي، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي.
والحديث أخرجه ابن ماجة في السنة عن هناد بن السري.
قوله: (سرقة) بفتح السين المهملة وفتح الراء وبالقاف: اسم لقطعة من الحرير. قوله: (لمناديل سعد) هو ابن معاذ سيد الأنصار، وتخصيص
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»