عمدة القاري - العيني - ج ٢١ - الصفحة ٢٥٢
بابن لها قد علقت عليه من العذرة، فقال: اتقوا الله! على ما تدغرون أولادكم بهاذه الأعلاق؟ عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب، يريد الكست، يعني: القسط، قال: وهي لغة.
مطابقته للترجمة في قوله: (منها ذات الجنب) ومحمد هو ابن سلام، قاله الكرماني، وقال بعضهم: هو الهذلي يعني: محمد بن يحيى الهذلي النيسابوري. قلت: الذي قاله الكرماني هو الصواب لأن صاحب (رجال الصحيحين) قال في ترجمة عتاب بن بشير: روى عنه محمد غير منسوب، قال أبو أحمد الحافظ النيسابوري: هو ابن سلام، روى عنه البخاري في الطب والاعتصام، وعتاب بفتح العين المهملة وتشديد التاء المثناة من فوق وبعد الألف موحدة ابن بكير بفتح الباء الموحدة وكسر الشين المعجمة الحراني بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء وبالنون، مات سنة تسعين ومائة، وإسحاق هو ابن راشد الجزري.
والحديث مضى عن قريب في: باب اللدود.
قوله: (على ما تدغرون) بخطاب جمع المذكر، ويروى: علام تدغرن، بخطاب جمع المؤنث وبإسقاط الألف من كلمة: ما، وقد ذكرنا أنه من الدغر بالدال المهملة والغين المعجمة والراء وهو غمز الحلق بالإصبع، وذلك أن الصبي تأخذه العذرة، وهي وجع يهيج في الحلق من الدم، فتدخل المرأة إصبعها فتدفع بها ذلك الموضع وتكبسه. قوله: (بهذه الأعلاق) بفتح الهمزة جمع العلق، قال الكرماني: نحو الوطب والأوطاب وهي الدواهي والآفات، وقال ابن الأثير: ويروى: بهذه العلاق، وفي أخرى: بهذه العلق، والمعروف: الأعلاق، بكسر الهمزة مصدر أعلقت، والعلق بضم العين وفتح اللام جمع علوق وهي الداهية، وأعلقت عنه أزلت عنه العلوق أي: ما عذبته به من دغرها. قوله: (يريد الكست) بضم الكاف وسكون السين المهملة وبالتاء المثناة من فوق، يعني: يريد من القسط الكست. قوله: (قال: وهي لغة) أي: قال الزهري: الكست لغة في القسط.
5719 حدثنا عارم حدثنا حماد قال: قرىء على أيوب من كتب أبي قلابة منه ما حدث به ومنه ما قرىء عليه وكان هاذا في الكتاب عن أنس: أن أبا طلحة وأنس بن النضر كوياه وكواه أبو طلحة بيده.
5720 وقال عباد بن منصور: عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك، قال: أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأهل بيت من الأنصار أن يرقوا من الحمة والأذن.
5721 ق ال أنس: كويت من ذات الجنب ورسول الله صلى الله عليه وسلم، حي، وشهدني أبو طلحة وأنس بن النضر وزيد بن ثابت، وأبو طلحة كواني. (الحديث 5719 طرفة في: 5721) (انظر الحديث 5719).
مطابقته للترجمة في قوله: (من ذات الجنب). وعارم بالعين المهملة والراء لقب محمد بن الفضل أبو النعمان السدوسي، وحماد هو ابن زيد، وأيوب هو السختياني، وأبو قلابة بكسر القاف وتخفيف اللام وبالباء الموحدة عبد الله بن زيد الجرمي.
قوله: (قرىء على أيوب) قيل: كيف جاز الرواية بما قرىء في الكتاب؟ وأجيب: بأن الكتاب كان مسموعا لأيوب، ومع هذا مرتبته دون مرتبة الرواية عن الحفظ، نعم، لو لم يكن مسموعا لجاز الرواية عن الكتاب الموثوق به عند المحققين، ويسم هذا بالوجادة، وفي المسألة مباحث واختلافات. قوله: (وكان هذا في الكتاب) أي: في كتاب أبي قلابة، ووقع في رواية الكشمهني: قرأ الكتاب بدل قوله: في الكتاب، قيل: هو تصحيف. قوله: (عن أنس) هو ابن مالك. قوله: (أن أبا طلحة) هو زيد بن سهل زوج والدة أنس أم سليم. قوله: (وأنس بن النضر) بفتح النون وسكون الضاد المعجمة عم أنس بن مالك بن النضر. قوله: (كوياه)، أي: كويا أنس بن مالك، أسند الكي إليهما ثم أسنده إلى أبي طلحة لأنه باشره بيده وأما إسناده إلى أبي طلحة وأنس بن النضر فلرضاهما به.
قوله: (وقال عباد بن منصور)... إلى آخره، تعليق نذكره الآن، وعباد بفتح العين المهملة وتشديد الباء الموحدة ابن منصور الناجي بالنون وبالجيم وكنيته أبو سلمة وليس له في البخاري سوى هذا الموضع المعلق، وهو من كبار أتباع التابعين، وفيه مقال من وجوه. الأول: أنه رمي بالقدر لكنه لم يكن داعية. الثاني: أنه كان مدلسا. الثالث: أنه كان قد
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»