عمدة القاري - العيني - ج ٢١ - الصفحة ١٣٥
القيامة وكلمه يدمى. اللون لون دم، والريح ريح مسك.
مطابقته للترجمة في قوله: (ريح مسك) وعبد الواحد هو ابن زياد البصري، وعمارة بضم العين المهملة وتخفيف الميم ابن القعقاع بفتح القافين وسكون العين المهملة الأولى، وأبو زرعة بضم الزاي وسكون الراء وبالعين المهملة واسمه هرم بن عمرو بن جرير بفتح الجيم وكسر الراء الأولى البجلي.
والحديث مضى في الجهاد في: باب من يخرج في سبيل الله، ولكن بغير هذا الإسناد قيل: وجه استدلال البخاري بهذا الحديث على طهارة المسك، وكذا بالذي بعده وقوع تشبيه دم الشهيد به لأنه في سياق التكريم والتعظيم، فلو كان نجسا لكان من الخبائث، ولم يحسن التمثيل به في هذا المقام.
قوله: (يكلم)، على صيغة المجهول أي: يجرح، من الكلم بالفتح وهو الجرح. قوله: (في الله) أي: في سبيل الله، وهكذا في بعض الروايات. قوله: (وكلمه) بفتح الكاف وسكون اللام أي: جرحه. قوله: (يدمي) بفتح الياء وسكون الدال وفتح الميم من دمى يدمى من باب علم يعلم أي: يسيل منه الدم. قوله: (اللون لون دم) تشبيه بليغ بحذف أداة التشبيه، وكذلك (الريح ريح مسك).
5534 حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن يزيد عن أبي بردة عن أبي موسى، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة.
مطابقته للترجمة ظاهرة. وأبو أسامة حماد بن أسامة، وبريد بضم الباء وفتح الراء مصغر برد ابن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، واسم أبي بردة عامر، وقيل: الحارث، واسم أبي موسى عبد الله بن قيس، وبريد بن عبد الله يكنى أبا بردة يروي عن جده أبي بردة عن أبي موسى.
والحديث مضى في البيوع في: باب العطار وبيع المسك فإنه أخرجه هناك عن موسى بن إسماعيل عن عبد الواحد عن أبي بردة، ومضى الكلام فيه.
قوله: (مثل الجليس الصالح)، ويروى: مثل جليس الصالح، بإضافة الموصوف إلى صفته. قوله: (الكير)، بكسر الكاف وهو زق غليظ ينفخ فيه. قوله: (يحذيك)، بضم الياء وسكون الحاء وكسر الذال المعجمة بمعنى: يعطيك وزنا ومعنى من الإحذاء وهو الإعطاء يقال: أحذيت الرجل إذا أعطيته الشيء واتحفته به.
وفيه: مدح المسك المستلزم لطهارته ومدح الصحابة حيث كان جليسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قيل: ليس للصحابي فضيلة أفضل من فضيلة الصحبة، ولهذا سموا بالصحابة مع أنهم علماء كرماء شجعاء إلى تمام فضائلهم.
32 ((باب: * (الأرنب) *)) أي: هذا باب في بيان حكم أكل الأرنب، ولم يبينه في الترجمة اكتفاء بما في الحديث، ونذكر حكمه عن قريب.
الأرنب دويبة معروفة تشبه العناق ولكن في رجليها طول بخلاف يديها وهو اسم جنس للذكر والأنثى، ويقال للذكر أيضا الخزز، على وزن عمر بمعجمات، والأنثى عكرشية ويقال للصغير: خرنق، بكسر الخاء المعجمة وسكون الراء وفتح النون بعدها قاف، وقال الجاحظ: لا يقال الأرنب إلا للأنثى، ويقال الأرنب شديدة الجبن كثيرة الشبق وإنها تكون سنة ذكر أو سنة أنثى، وأنها تحيض، وإنها تنام مفتوحة العين انتهى.
5535 حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن هشام بن زيد عن أنس، رضي الله عنه، قال: أنفجنا أرنبا ونحن بمر الظهران فسعى القوم فلغنوا فأخذتها فجئت بها إلى أبي طلحة فذبحها فبعث بوركيها أو قال: بفخذيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقبلها.
مطابقته للترجمة ظاهرة. وأبو الوليد هشام بن عبد الملك، وهشام بن زيد بن أنس يروي عن جده أنس.
والحديث مضى في الهبة
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»