إني سمعت هاذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسله: اقرأ يا هشام فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلك أنزلت. ثم قال: اقرأ يا عمر، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذالك أنزلت إن هاذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه.
.
مطابقته للترجمة ظاهرة. والحديث مضى في كتاب الخصومات ومضى الكلام فيه هناك.
قوله: (وعبد الرحمن بن عبد) بالتنوين غير مضاف إلى شيء (والقاري) بتشديد الياء نسبة إلى قارة بطن من خزيمة بن مدركة. قوله: (هشام بن حكيم) ابن حزام هو الأسدي له ولأبيه صحبة وكان إسلامهما يوم الفتح، وهشام مات قبل أبيه وليس له فيالبخاري رواية، وأخرجه له مسلم حديث واحدا مرفوعا من رواية عروة عنه. قوله: (أساوره) أي: أواثبه. وقال الحربي: أي آخذه برأسه، والأول أشبه. قوله: (حتى سلم) أي: من صلاته. قوله: (فلببته برادئه) أي: جمعت عليه ثيابه عند لبته لئلا ينفلت مني. قوله: (كذبت)، فيه إطلاق ذلك بن علي غلبة الظن أو المراد بقوله له: كذبك أخطأت، لأن أهل الحجاز يطلقون الكذب في موضع الخطأ. قوله: (أقوده) كأنه لما لببه صار يجره. قوله: (إن هذا القرآن) إلى آخره إنما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم تطمينا لعمرو، رضي الله تعالى عنه، لئلا ينكر تصويب الشيئين المختلفين، قوله: (ما تيسر منه)، أي: من المنزل، وفيه إشارة إلى أن التعدد في القراءة للتيسير بن علي القارئ، هذا يقوي قول من قال: المراد بالأحرف تأدية المعنى باللفظ المرادف ولو كان من لغة واحدة، لأن لغة هشام بلسان قريش وكذلك عمر، رضي الله تعالى عنه، ومه ذلك فقد اختلفت قراءتهما، قال ذلك ابن عبد البر، ونقل ذلك عن أكثر أهل العلم: أن هذا هو المراد بالأحرف السبع، والله أعلم.
6 ((باب تأليف القرآن)) أي: هذا باب في بيان تأليف القرآن أي: جمع آيات السورة الواحدة، أو جمع السور مرتبة.
3994 حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف أن ابن جري أخبرهم قال: وأخبرني يوسف بن ماهك قال: إني عند عائشة أم المؤمنين. رضي الله عنها إذ جاءها عراقي فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك! وما يضرك؟ قال: يا أم المؤمنين! أريني مصحفك. قالت: لم؟ قال: لعلي أؤلف القرآن عليه فإنه يقرأ غير مؤلف. قالت: وما يضرك أية قرأت قبل؟ إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا: لا تدع الخمر أبدا، ولو نزل: لا تزنوا لقالوا: لا تدع الزنا أبدا لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب: بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر) * (القمر: 64) وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده عنده، قال: فأخرجت له المصحف فأملت عليه آي السورة.
(انظر الحديث 6784).
مطابقته للترجمة يمكن أن تؤخذ من قوله: (لعلي أؤلف القرآن عليه فإنه يقرأ غير مؤلف) وإبراهيم بن موسى بن يزيد الفراء أبو إسحاق الرازي يعرف بالصغير وهو شيخ مسلم أيضا. وابن جريج ويوسف بن ماهك بفتح الهاء معرب لأن ماهك بالفارسية قمير مصغر القمر وماه اسم القمر والتصغير عندهم بالحق الكاف في آخر الاسم قال الكرماني: والأصح فيه الانصراف قلت: الأصح فيه عدم الانصراف للعجمة والعلمية.
والحديث أخرجه النسائي في التفسير وفي فضائل القرآن عن يوسف بن سعيد بن مسلم.
قوله: (قال: وأخبرني يوسف)، أي: قال ابن جريج: