عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ٢٩٥
ثم أجابوا بمثل ما ذكرنا.
29 ((سورة: * (الليل إذا يغشى) * (الليل: 1)) أي: هذا في تفسير بعض سورة: * (والليل إذا يغشى) * وهي مكية في رواية قتادة والكلبي والشعبي وسفيان، وعن ابن عباس: أنها نزلت في أبي بكر الصديق حين اعتق بلالا وفي أبي سفيان، وقال عكرمة وعبد الرحمن بن زيد مدنية نزلت في أبي الدحداح رجل من الأنصار وأم سمرة في قصة لهما طويلة. وهي ثلاثمائة وعشرة أحرف، وإحدى وسبعون كلمة، وإحدى وعشرون آية. قوله: * (والليل إذا يغشى) * أي: يغشى بظلمته النهار، ولم يذكر مفعوله للعلم به، وقال الزجاج: غشى الأفق وما بين السماء والأرض.
بسم الله الرحمن الرحيم ثبتت البسملة لأبي ذر وحده.
وقال ابن عباس * (وكذب بالحسنى) * بالخلف أي: قال ابن عباس في قوله عز وجل: * (وكذب بالحسنى) * (الليل: 9) أي: (بالخلف) عن إعطائه والعوض عن إنفاقه، وعن مجاهد. وكذب بالجنة وعن ابن عباس: بلا إلاه إلا الله، والأول أشبه لأن الله تعالى وعد بالخلف للمعطي.
وقال مجاهد: تردى: مات: وتلظى: توهج أي: قال مجاهد في قوله تعالى: * (وما يغني عنه ماله إذا تردى) * (الليل: 11) أي: إذا مات، وعن قتادة وأبي صالح إذا هوي في جهنم، نزلت في أبي سفيان بن حرب. قوله: (وتلظى توهج) يعني: قال في قوله تعالى: * (نارا تلظى) * يعنى توهج (الليل: 41) أي: تتوقد وتوهج بضم الجيم لأن أصله تتوهج فحذفت إحدى التاءين.
وقرأ عبيد بن عسر: تتلظى يعني قرأها بدون حذف التاء على الأصل، ووصل هذا سعيد بن منصور عن ابن عيينة وداود العطار كلاهما عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير أنه قرأ: نارا تتلظى بتاءين، وقيل: إن عبيد بن عمير قرأها بالإدغام في الوصل. لا في الابتداء وهي قراءة البزي من طريق ابن كثير.
1 ((باب: * (والنهار إذا تجلى) * (الليل: 2)) أي: هذا باب في قوله تعالى: * (والنهار إذا تجلى) * أي: إذا انكشف بضوئه، ولم تثبت هذه الترجمة لأبي ذر والنسفي.
3494 حدثنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال دخلت في نفر من أصحاب عبد الله الشأم فسمع بنا أبو الدرداء فأتانا فقال أفيكم من يقرأ فقلنا نعم قال فأيكم أقرأ فأشاروا إلي فقال اقرأ فقرأت: * (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى) * (الليل: 1، 3) قال: آنت سمعتها من في صاحبك؟ قلت نعم قال وأنا سمعتها من في النبى صلى الله عليه وسلم وهاؤلاء يأبون علينا .
مطابقته للترجمة ظاهرة، وسفيان هو ابن عيينة، والأعمش سليمان، وإبراهيم النخعي، وعلقمة بن قيس، وأبو الدرداء عويمر بن مالك، وفيه اختلف.
والحديث أخرجه مسلم في الصلاة عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره وأخرجه الترمذي في القراءة عن هناد بن السرى، وأخرجه النسائي في التفسير عن علي بن حجر وغيره.
قوله: (من أصحاب عبد الله) أي: ابن مسعود. قوله: (أفيكم)، الهمزة فيه للاستفهام على وجه الاستخبار. قوله: (فأيكم أقرأ) أي: أقوى وأحسن قراءة. قوله: (إلى) بتشديد الياء. قوله: (أنت سمعتها من في صاحبك)، أي: عبد الله بن مسعود. قوله: (من في النبي صلى الله عليه وسلم) أي: من فمه. قوله: (وهؤلاء) أي: أهل الشام. (يأبون) أي: يمنعون هذه القراءة يعني: (والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى) (الليل: 3) ويقولون: القراءة المتواترة: * (وما خلق الذكر والأنثى) * وهذه القراءة الواجبة، وأبو الدرداء كان يحذفه.
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»