هاذه الآية: * (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون) * (الطور: 53، 73) كاد قلبي أن يطير.
قال سفيان فأما أنا فإنما سمعت الزهري يحدث عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور لم أسمعه زاد الذي قالوا لي.
.
مطابقته للسورة ظاهرة. والحميدي عبد الله بن الزبير، وسفيان هو ابن عيينة، والزهري هو محمد بن مسلم، ومحمد بن جبير ابن مطعم القرشي أبو سعيد النوفلي. يروي عن أبيه جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل القرشي النوفلي.
قوله: (حدثوني عن الزهري)، اعترض الإسماعيلي هنا بالذي رواه من طريق عبد الجبار بن العلاء وابن أبي عمر. كلاهما عن ابن عيينة: سمعت الزهري قال مصرحا عنه بالسماع، وهما ثقتان. قيل: هذا لا يرد لأنهما ما أوردا من الحديث إلا القدر الذي ذكر الحميدي عن سفيان أنه سمعه من الزهري بخلاف الزيادة التي صرح الحميدي عنه بأنه لم يسمعها من الزهري، وإنما بلغته عنه بواسطة. قوله: (فلما بلغ هذه الآية)، إلى آخر الزيادة التي قال سفيان إنه لم يسمعها عن الزهري، وإنما حدثوها عنه أصحابه. قوله: (أم خلقوا من غير شيء)، كلمة أم ذكرت في هذه السورة في خمسة عشر موضعا متوالية متتابعة، ومعنى: * (أم خلقوا من غير شيء) * (الطور: 53) من غير تراب. قاله ابن عباس، وقيل: من غير أب وأم كالجماد لا يعقلون ولا يقوم لله عليهم حجة، أليس خلقوا من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة؟ قاله عطاء. وقال ابن كيسان: معناه أم خلقوا عبثا وتركوا سدى لا يؤمرون ولا ينهون أم هم الخالقون لأنفسهم؟ فإذا بطل الوجهان قامت الحجة عليهم بأن لهم خالقا. قوله: (أم خلقوا السماوات والأرض) (الطور: 63) يعني: إن جاز أن يدعوا خلق أنفسهم فليدعوا خلق السماوات والأرض، وذلك لا يمكنهم، فقامت الحجة عليهم، ثم أضرب عن ذلك بقوله: (بل لا يوقنون) إشارة إلى أن العلة التي عاقتهم عن الإيمان هي عدم اليقين الذي هو موهبة من الله وفضل ولا يحصل إلا بتوفيقه. قوله: (أم عندهم خزائن ربك)، (الطور: 73) قال ابن عباس: المطر والرزق، وعن عكرمة: النبوة، وقيل: علم ما يكون. قوله: (أم هم المسيطرون)، أي: أم هم المسلطون الجبارون، قاله أكثر المفسرين، وعن عطاء أم هم أرباب قاهرون، وعن أبي عبيدة تسيطرت علي، أي: اتخذتني خولا لك. قوله: (قال: كاد قلبي)، أي: قال جبير بن مطعم: قارب قلبي الطيران، وقال الخطابي: كان انزعاجه عند سماع الآية لحسن تلقيه معناها ومعرفته بما تضمنته من بليغ الحجة.
قوله: (قال سفيان)، هو ابن عيينة. قوله: (لم أسمعه)، أي: لم أسمع الزهري (زاد الذي قالوا لي) يعني: بالبلاغ، والضمير في: زاد، يرجع إلى الزهري. وقوله: (الذي قالوا لي) في محل النصب مفعوله فافهم.
35 ((* (سورة والنجم) *)) أي: هذا تفسير بعض سورة النجم، وهي مكية. قال مقاتل: غير آية نزلت في نبهان التمار وهي: * (والذين يجتنبون كبائر الإثم) * (النجم: 23) وفيه رد لقول أبي العباس في (مقامات التنزيل) وغيره. مكية بلا خلاف. وقال السخاوي: نزلت بعد سورة الإخلاص وقيل سورة عبس، وهي ألف وأربعمائة حرف، وثلاثمائة وستون كلمة، واثنتان وستون آية. والواو في: والنجم، للقسم، والنجم: الثريا. قاله ابن عباس والعرب تسمي الثريا نجما وإن كانت في العدد نجوما. وعن مجاهد نجوم السماء كلها حين تغرب لفظه واحد ومعناه جمع، وسمى الكوكب نجما لطلوعه، وكل طالع نجم. قوله: * (إذا هوى) * أي: إذا غاب وسقط قوله: * (ما ضل صاحبكم) * جواب القسم والصاحب هو محمد صلى الله عليه وسلم.
(بسم الله الرحمان الرحيم) لم تثبت البسملة إلا لأبي ذر. ولم يثبت لغيره أيضا لفظ: سورة.
وقال مجاهد: ذو مرة: ذو قوة أي: قال مجاهد في قوله تعالى: * (ذو مرة فاستوى) * (النجم: 6) أي: ذو قوة شديدة، وعن أبي عبيدة: ذو شدة، وهو جبريل، عليه السلام، وعن عباس: ذو خلق حسن، وعن الكلبي: من قوة جبريل، عليه السلام، أنه اقتلع قريات قوم لوط، عليه السلام، من الماء الأسود وحملها على جناحه ورفعها إلى السماء ثم قلبها، وأصل المرة من أمررت الحبل إذا أحكمت فتله. قوله: (فاستوى) يعني: جبريل، وهوى. أي: محمد، عليه السلام، يعني: استوى مع محمد، عليهما السلام، ليلة المعراج بالأفق الأعلى وهو أقصى الدنيا