عمدة القاري - العيني - ج ١٦ - الصفحة ٢٨٥
والضرورة دون الزيادة عليها.
وفيه: وجوب النفقة للأولاد الصغار الفقراء، ومنهم من احتج به على جواز الحكم للغائب، ورد ذلك بأن هذا كان إفتاء لا حكما.
42 ((باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل)) أي: هذا باب في بيان حديث زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر العدوي، وهو والد سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرة، وابن عم عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه، لأن عمر هو ابن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى وعمرو الذي هو والد زيد أخو خطاب والد عمر بن الخطاب، فيكون زيد هذا ابن عم عمر بن الخطاب، وكان زيد هذا ممن طلب التوحيد، وخلع الأوثان وجانب الشرك ولكنه مات قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، وقال سعيد بن المسيب: مات وقريش تبني الكعبة قبل نزول الوحي على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بخمس سنين، وعن زكريا السعدي: أنه لما مات دفن بأصل حراء، وعند ابن إسحاق: أنه لما توسط بلاد لحم عدوا عليه فقتلوه، وعند الزبير: بلغنا أن زيدا كان بالشام فلما بلغه خروج سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أقبل يريده فقتله أهل ميفعة. وقال البكري، وهي قرية من أرض البلقاء بالشام، ويقال: كان زيد سكن حراء وكان يدخل مكة سرا ثم سار إلى الشام يسأل عن الدين فسمته النصارى فمات. فإن قلت: ما حكمه من جهة الدين؟ قلت: ذكره الذهبي في (تجريد الصحابة) وقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يبعث أمة وحده، وعن جابر، رضي الله تعالى عنه، قال: سئل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه كان يستقبل القبلة في الجاهلية، ويقول: إل 1764; هي إل 1764; ه إبراهيم وديني دين إبراهيم ويسجد، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: يحشر ذاك أمه وحده بيني وبين عيسى ابن مريم، عليهما السلام، رواه ابن أبي شيبة، وروى محمد بن سعد من حديث عامر بن ربيعة حليف بني عدي بن كعب، قال: قال لي زيد بن عمرو: إني خالفت قومي واتبعت ملة إبراهيم وإسماعيل، وما كانا يعبدان، وإن كانا يصليان إلى هذه القبلة وأنا أنتظر نبيا من بني إسماعيل يبعث، ولا أراني أدركه وأنا أومن به وأصدقه وأشهد أنه نبي، وإن طالت بك حياة فأقرئه مني السلام. قال عامر فلما أسلمت أعلمت النبي صلى الله عليه وسلم بخبره، قال: فرد عليه السلام، وترحم عليه، وقال: لقد رأيته في الجنة يسحب ذيولا، وروى البزار والطبراني من حديث سعيد بن زيد، وفيه قال: سألت أنا وعمر، رسول الله، صلى الله عليه وسلم عن زيد، فقال: غفر الله له، ورحمه. فإنه مات على دين إبراهيم، عليه الصلاة والسلام. وقال الباغندي عن أبي سعيد الأشج عن أبي معاوية عن هشام عن أبيه عن عائشة، رضي الله تعالى عنها، قالت: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل دوحتين)، وقال ابن كثير: وهذا إسناد جيد وليس في شيء من الكتب. فإن قلت: لم ذكر البخاري هذا الباب في كتابه؟ قلت: أشار به إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه قبل أن يبعث، وذكر في شأنه ما ذكره حتى إن الذهبي وغيره ذكروه في الصحابة، وقال صاحب (التوضيح) ميل البخاري إليه، قلت: فلذلك ذكره بين ذكر الصحابة.
6283 حدثني محمد بن أبي بكر حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موساى حدثنا سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح قبل أن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم فقدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرة فأبى أن يأكل منها ثم قال زيد إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه وأن زيد بن عمر و كان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول الشاة خلقها الله وأنزل لها من السماء الماء وأنبت لها من الأرض ثم تذبحونها على غير اسم الله إنكارا لذلك وإعظاما له. (الحديث 6283 طرفه في: 9945).
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»