زينها، والقين يجمع على أقيان وقيون، وقان يقين قيانة: صار قينا، وقان الحديدة قينا عملها. وقان الإناء قينا أصلحه. وفي (التلويح) وفي بعض الأصول لم يذكر الحداد.
1902 حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن أبي الصحى عن مسروق عن خباب قال كنت قينا في الجاهلية وكان لي على العاص بن وائل دين فأتيته أتقاضاه قال لا أعطيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فقلت لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث قال دعني حتى أموت وأبعث فسأوتي مالا وولدا فأقضيك فنزلت * (أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمان عهدا. (مريم: 77)..
مطابقته للترجمة في قوله: (كنت قينا في الجاهلية).
ذكر رجاله وهم سبعة: الأول: محمد بن بشار، قد تكرر ذكره. الثاني: ابن أبي عدي، بفتح العين المهملة وكسر الدال، وهو محمد بن أبي عدي، واسمه: إبراهيم. الثالث: شعبة بن الحجاج. الرابع: سليمان الأعمش. الخامس: أبو الضحى، بضم الضاد المعجمة: واسمه مسلم بن صبيح، وقد مر غير مرة. السادس: مسروق ابن الأجدع. والأجدع لقب عبد الرحمن أبوه. السابع: خباب، بفتح الخاء المعجمة وتشديد الباء الموحدة الأولى: ابن الأرت، وقد مر في الصلاة.
ذكر لطائف إسناده فيه: التحديث بصيغة الجمع في موضعين. وفيه: العنعنة في خمسة مواضع. وفيه: أن شيخه يلقب ببندار، ويكنى بأبي بكر، وهو وشيخه بصريان وشعبة واسطي، سكن البصرة والبقية كوفيون.
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره: أخرجه البخاري أيضا في المظالم عن إسحاق، وفي التفسير عن بشر بن خالد، وفيه أيضا: عن الحميدي وعن محمد بن كثير وعن يحيى بن وكيع وفي الإجارة عن عمرو بن حفص. وأخرجه مسلم في ذكر المنافقين عن أبي بكر وأبي سعيد الأشج وعن أبي كريب وعن ابن نمير وعن إسحاق بن إبراهيم وعن إبراهيم بن أبي عمر به. وأخرجه الترمذي في التفسير عن ابن أبي عمر به، وعن هناد بن السري. وأخرجه النسائي فيه عن محمد بن العلاء به.
ذكر معناه: قوله: (كنت قينا) أي: حدادا. قوله: (على العاص بن وائل)، بالهمزة بعد الألف، وذكر ابن الكلبي عن جماعة في الجاهلية أنهم كانوا زنادقة، منهم العاص بن وائل وعقبة بن أبي معيط والوليد بن المغيرة وأبي بن خلف. قوله: (فأتيته أتقاضاه)، أي: فأتيت العاص أطلب منه ديني، قال مقاتل: صاغ خباب للعاصي شيئا من الحلي، فلما طلب منه الأجر قال ألستم تزعمون أن في الجنة الحرير والذهب والفضة والولدان؟ قال خباب: نعم. قال العاص: فميعاد ما بيننا الجنة. وقال الواحدي: قال الكلبي ومقاتل: كان خباب قينا، وكان يعمل للعاص بن وائل، وكان العاصي يؤخر حقه، فأتاه يتقاضاه، فقال: ما عندي اليوم ما أقضيك، فقال خباب: لست بمفارقك حتى تقضيني، فقال العاصي: يا خباب مالك؟ ما كنت هكذا؟ وإن كنت لحسن الطلب!! قال: ذلك إذا كنت على دينك، وأما اليوم فأنا على الإسلام. قال: أفلستم تزعمون أن في الجنة ذهبا وفضة وحريرا؟ قال: بلى. قال: فأخرني حتى أقضيك في الجنة، استهزاء، فوالله إن كان ما تقول حقا إني لأفضل فيها نصيبا منك، فأنزل الله تعالى الآية. انتهى. قلت: الآية هي قوله تعالى: * (أفرأيت الذي كفر بآياتنا) * (مريم: 77). قوله: (فقال: لا أعطيك) أي: فقال العاصي: لا أعطيك حقك حتى تكفر بمحمد. قوله: (فقلت: لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث)، وفي رواية مسلم: (فقلت له: لن أكفر به حتى تموت ثم تبعث)، وفي رواية الترمذي: (فقلت: لا حتى تموت ثم تبعث، قال: وإني لميت ثم مبعوث؟ فقلت: نعم، فقال: إن لي هنالك مالا وولدا فأقضيك). فنزلت: * (أفرأيت الذي كفر...) * (مريم: 77). الآية. فإن قلت: من عين للكفر أجلا فهو كافر الآن إجماعا، فكيف يصدر هذا عن خباب ودينه أصح وعقيدته أثبت وإيمانه أقوى وآكد؟ قلت: لم يرد به خباب هذا؟ وإنما أراد: لا تعطيني حتى تموت وتبعث، أو أنك لا تعطيني ذلك في الدنيا، فهنالك يؤخذ قسرا منك. وقال أبو الفرج: لما كان اعتقاد هذا المخاطب أنه لا يبعث خاطبه على اعتقاده، فكأنه قال: لا أكفر أبدا. وقيل: أراد خباب أنه إذا بعث لا يبقى كفر، لأن الدار دار الآخرة. قوله: