فيه من الحجل واليعاقيب ولحوم الوحش، قال: فبعص إلى علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه، فجاءه الرسول وهو يخيط الأباعر له وهو ينفض الخيط من يده، فقالوا له: كل. قال: أطعموا قوما حلالا فإنا حرم، قال علي: أنشد الله من كان ههنا من أشجع أتشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدي إليه رجل حمار وحش وهو محرم فأبى أن يأكله؟ قالوا: نعم). قوله: يضفز بالضاد والزاي المعجمتين بينهما فاء، يقال: ضفزت البعير إذا أعلفته الضفائز، وهي اللقم الكبار، واحدتها ضفيزة والضفيز شعير يجرش وتعلفه الإبل.
ومنها: ما رواه أيضا الطحاوي: حدثنا فهد قال: حدثنا محمد بن عمران، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا ابن أبي ليلى عن عبد الكريم عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن ابن عباس (عن علي، رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بلحم صيد وهو محرم، فلم يأكله). قال الطحاوي: وليس في هذا الحديث ذكر علة رده لحم الصيد ما هي، فقد يحتمل ذلك لعلة الإحرام، ويحتمل أن يكون لغير ذلك، فلا دلالة في هذا الحديث لأحد.
وقال أبو عبد الله شأوا مرة أبو عبد الله هو البخاري نفسه، وأشار بهذا إلى تفسير شأوا في قوله: (أرفع فرسي شأوا وأسير شأوا)، وهو بمعنى مرة. كما ذكرناه، وانتصابه في الموضعين على أنه صفة لمصدر محذوف تقديره: رفعر شأوا أو أسيرا شأوا، وليس هذا التفسير بموجود في كثير من النسخ.
3 ((باب إذا رأى المحرمون صيدا فضحكوا ففطن الحلال)) أي: هذا باب يذكر فيه إذا رأى القوم المحرمون صيدا وفيهم رجل حلال، فضحك المحرمون تعجبا من عروض الصيد مع عدم التعرض له مع قدرتهم على صيده، وفطن الحلال الذي فيهم بذلك، أي فهم، من: فطنت للشيء، بفتح الطاء وكسرها: فطنة وفطانة وفطانية، قال الجوهري: كالفهم، وجواب إذا محذوف تقديره: لا يكون ضحكهم إشارة منهم إلى الحلال بالصيد حتى إذا اصطاد ذاك الحلال الصيد الذي رآه المحرمون الذين ضحكوا لا يلزمهم شيء.
2281 حدثنا سعيد بن الربيع قال حدثنا علي بن المبارك عن يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة أن أباه حدثه قال انطلقنا مع النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية فأحرم أصحابه ولم أحرم فأنبئنا بعدو بغيقة فتوجهنا نحوهم فبصر أصحابي بحمار وحش فجعل بعضهم يضحك إلى بعض فنظرت فرأيته فحملت عليه الفرس فطعنته فأثبته فاستعنتهم فأبوا أن يعينوني فأكلنا منه ثم لحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم وخشينا أن نقتطع أرفع فرسي شأوا وأسير عليه شأوا فلقيت رجلا من بني غفار في جوف الليل فقلت أين تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تركته بتعهن وهو قائل السقيا فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتيته فقلت يا رسول الله إن أصحابك أرسلوا يقرؤون عليك السلام ورحمة الله وبركاته وإنهم قد خشوا أن يقتطعهم العدو دونك فانظرهم ففعل فقلت يا رسول الله إنا اصدنا حمار وحش وإن عندنا منه فاضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه كلوا وهم محرمون.
.
مطابقته للترجمة في قوله: (فبصر أصحابي بحمار وحش، فجعل بعضهم يضحك، فنظرت).
ذكر رجاله: وهم خمسة: الأول: سعيد بن الربيع ضد الخريف أبو زيد الهروي، كان يبيع الثياب الهروية فنسب إليها، مات سنة إحدى عشرة ومائتين. الثاني: علي بن المبارك الهنائي، وقد مر في: باب الجمعة. الثالث: يحيى بن أبي كثير. الرابع: عبد الله بن أبي قتادة. الخامس: أبوه أبو قتادة الحارث بن ربعي، وقد مر عن قريب.