فوقع في قلبي أشد من المرة الأولى ثم سلمت عليه فرد علي فقال إنما منعني أن أرد عليك أني كنت أصلي وكان على راحلته متوجها إلى غير القبلة) مطابقته للترجمة ظاهرة.
(ذكر رجاله) وهم خمسة. الأول أبو معمر بفتح الميمين عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج واسمه ميسرة التميمي المقعد. الثاني عبد الوارث بن سعيد التنوري. الثالث كثير ضد قليل ابن شنظير بكسر الشين المعجمة وسكون النون وكسر الظاء المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره راء. الرابع عطاء بن أبي رباح. الخامس جابر بن عبد الله الأنصاري.
(ذكر لطائف إسناده) فيه التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع وفيه العنعنة في موضعين وفيه القول في ثلاثة مواضع وفيه أن رواته بصريون وفيه شنظير وهو علم والد كثير ومعناه في اللغة السيء الخلق ولقب كثير أبو قرة.
(ذكر من أخرجه غيره) أخرجه مسلم في الصلاة عن أبي كامل عن حماد وعن محمد بن حاتم عن معلى بن منصور.
(ذكر معناه) قوله ' في حاجة ' بين مسلم من طريق أبي الزبير عن جابر أن ذلك كان في غزوة بني المصطلق قوله ' فلم يرد علي ' وفي رواية مسلم المذكورة ' فقال لي بيده هكذا ' وفي رواية أخرى ' فأشار إلي ' فإذا كان كذلك يحمل قول جابر في ورواية البخاري ' فلم يرد علي ' أي باللفظ وكان جابرا لم يعرف أولا أن المراد بالإشارة الرد عليه فلذلك قال ' فوقع في قلبي ما الله أعلم به ' أي من الحزن وكأنه أبهم ذلك إشعارا بأنه لا يدخل من شدته تحت العبارة قوله ' ما الله أعلم به ' كلمة ما فاعل لقوله ' وقع ' ولفظة ' الله ' مبتدأ وخبره قوله ' أعلم به ' قوله ' وجد علي ' بفتح الواو والجيم معناه غضب يقال وجد عليه يجد وجدا وموجدة ووجد ضالته يجدها وجدانا إذا رآها ولقيها ووجد يجد جدة أي استغنى غنى لا فقر بعده ووجدت بفلانة وجدا إذا أحببتها حبا شديدا قوله ' إني أبطأت ' وفي رواية الكشميهني ' أن أبطأت ' بنون خفيفة قوله ' فرد علي ' أي بعد أن فرغ من صلاته قوله ' ما منعني أن أرد عليك ' أي السلام ' إلا أني كنت أصلي ' قوله ' وكان على راحلته متوجها إلى غير القبلة ' وفي رواية مسلم ' فرجعت وهو يصلي على راحلته ووجهه على غير القبلة '. ومما يستفاد أمنه إثبات الكلام النفساني وأن الكبير إذا وقع منه ما يوجب حزنا يظهر سببه ليندفع ذلك وجواز صلاة النفل على الراحلة إلى غير القبلة. وفيه كراهة السلام على المصلي وقد مر الكلام فيه عن قريب * ((باب رفع الأيدي في الصلاة لأمر نزل به)) أي هذا باب في بيان حكم رفع الأيدي في الصلاة لأجل أمر نزل به 241 - (حدثنا قتيبة قال حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال بلغ رسول الله أن بني عمرو بن عوف بقباء كان بينهم شيء فخرج يصلح بينهم في أناس من أصحابه فحبس رسول الله وحانت الصلاة فجاء بلال إلى أبي بكر رضي الله عنهما فقال يا أبا بكر إن رسول الله قد حبس وقد حانت الصلاة فهل لك أن تؤم الناس قال نعم إن شئت فأقام بلال الصلاة وتقدم أبو بكر رضي الله عنه فكبر للناس وجاء رسول الله يمشي في الصفوف يشقها شقا حتى قام في الصف فأخذ الناس في التصفيح * قال سهل التصفيح هو التصفيق. قال وكان أبو بكر رضي الله عنه لا يلتفت في صلاته فلما أكثر الناس التفت فإذا رسول الله فأشار إليه يأمره أن يصلي فرفع أبو بكر رضي الله عنده يده فحمد الله ثم رجع القهقري وراءه حتى قام في الصف وتقدم رسول الله فصلى للناس فلما فرغ