عمدة القاري - العيني - ج ٦ - الصفحة ١٥١
قوله: (وصفوفهم)، فإن ابن عباس كان في ذلك الوقت صغيرا طفلا وقد حضر الجماعة ودخل في صفهم وصلى معهم، ولم يكن صلى إلا بوضوء.
ذكر رجاله: وهم ستة: الأول: محمد بن المثنى، هو محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن مالك بن أنس الأنصاري البصري. الثاني: غندر، بضم الغين المعجمة وسكون النون وفتح الدال المهملة وفي آخره راء: وهو لقب محمد بن جعفر البصري. الثالث: شعبة بن الحجاج. الرابع: سليمان بن أبي سليمان، واسمه: فيروز أبو إسحاق الشيباني الكوفي. الخامس: عامر الشعبي. السادس: صحابي لم يسم.
ذكر لطائف إسناده: وفيه: التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع. وفيه: السماع في موضعين. وفيه: الإخبار بصيغة الإفراد من الماضي. وفيه: القول في ستة مواضع. وفيه: أن شيخه منسوب إلى جده. وفيه: أن أحد الرواة مذكور بلقبه. وفيه: صحابي مجهول، ولكن جهالة الصحابي لا تضر صحة الإسناد. وفيه: أن الأولين من رواته بصريان، والثالث واسطي، والرابع كوفي، والخامس كذلك كوفي. وفيه: سليمان مميز بنسبته. وفيه: أن أحدهم يذكر كذلك بنسبته إلى قبيلته. وفيه: رواية التابعي عن التابعي، وهما سليمان والشعبي.
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره: أخرجه البخاري أيضا في الجنائز عن مسلم بن إبراهيم وسليمان ابن حرب وحجاج بن منهال، فرقهم أربعتهم عن شعبة، وفيه أيضا عن موسى بن إسماعيل. وأخرجه مسلم في الجنائز عن محمد ابن المثنى به وعن الحسن بن الربيع وأبي كامل الجحدري وعن إسحاق بن إبراهيم وعن عبيد الله بن معاذ وعن الحسن ابن الربيع ومحمد بن عبد الله بن نمير وعن يحيى بن يحيى وعن محمد بن حاتم وعن إسحاق بن إبراهيم وهارون بن عبد الله وعن أبي غسان محمد بن عمرو الرازي. وأخرجه أبو داود فيه عن محمد بن العلاء به. وأخرجه الترمذي فيه عن أحمد بن منيع. وأخرجه النسائي فيه عن يعقوب بن إبراهيم وعن إسماعيل بن مسعود. وأخرجه ابن ماجة فيه عن علي بن محمد.
ذكر معناه: قوله: (من مر مع النبي صلى الله عليه وسلم)، وفي رواية الترمذي: حدثنا الشعبي (أخبرني من رأى النبي صلى الله عليه وسلم)، قوله: (على قبر منبوذ)، بفتح الميم وسكون النون وضم الباء الموحدة وفي آخره ذال معجمة: أي على قبر منفرد عن القبور. وقال ابن الجوزي: وقد رواه قوم: (على قبر منبوذ)، بإضافة: قبر: إلى: منبوذ، وفسروه باللقيط. قال: وهذا ليس بشيء لأن في بعض الألفاظ: (أتى قبرا منبوذا). انتهى. قلت: يؤيد ما قاله رواية الترمذي: (ورأى قبرا منتبذا فصف أصحابه...) الحديث، وفي رواية الصحيح: (على قبر منبوذ)، على أن المنبوذ صفة للقبر، بمعنى: منفرد، كما ذكرنا. وقال الخطابي أيضا: إنه روي على وجهين: يعني بلإضافة والصفة. قال الحافظ الدمياطي: من رواه منونا فيهما على النعت أي: منتبذا عن القبور ناحية، يقال جلست: نبذة، بالفتح والضم أي: ناحية، ويرجع إلى معنى الطرح، فكأنه طرح في غير موضع قبور الناس، ومن رواه بغير تنوين على الإضافة فمعناه: قبر لقيط وولد مطروح، والرواية الأولى أصح لأنه جاء في بعض طرق البخاري عن ابن عباس في التي كانت تقم المسجد.
ولما روى الترمذي حديث ابن عباس هذا قال: وفي الباب عن أنس وبريدة ويزيد بن ثابت وأبي هريرة وعامر بن ربيعة وأبي قتادة وسهل بن حنيف، رضي الله تعالى عنهم. قلت: وفي الباب أيضا عن جابر وأبي سعيد وأبي أمامة بن سهل. أما حديث أنس، فرواه مسلم عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر)، ورواه ابن ماجة أيضا وزاد (بعدما دفن). وأما حديث بريدة فرواه ابن ماجة من رواية ابن بريدة عن أبيه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على ميت بعدما دفن). وأما حديث يزيد بن ثابت، فرواه النسائي وابن ماجة من رواية خارجة بن زيد بن ثابت عن عمه يزيد بن ثابت (أنهم خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فرأى قبرا حديثا. قال: ما هذا؟ قالوا: هذه فلانة مولاة أبي فلان..) الحديث، وفيه: (فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف الناس خلفه فكبر عليها أربعا). وأما حديث أبي هريرة، فمتفق عليه على ما يجيء إن شاء الله تعالى. وأما حديث عامر بن ربيعة فرواه ابن ماجة عنه (أن امرأة سوداء ماتت...) الحديث وفيه: (قال لأصحابه: صفوا عليها، وصلى عليها)،. وأما حديث أبي قتادة فرواه البيهقي عنه في وفاة البراء بن معرور، وصلاة النبي صلى الله عليه وسلم على قبره). وأما حديث سهل بن حنيف فرواه ابن أبي شيبة في (مصنفه) عنه (أنه صلى الله عليه وسلم صلى على قبر امرأة فكبر أربعا). وأما حديث جابر فرواه النسائي عنه (أنه صلى الله عليه وسلم صلى على قبر امرأة بعدما دفنت) وأما حديث أبي سعيد فراواه ابن ماجة عنه قال: (كانت سوداء تقم
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»