عمدة القاري - العيني - ج ٤ - الصفحة ١١٠
مالك أن جدته مليكة دعت رسول الله لطعام صنعته له فأكل منه ثم قال: (قوموا فلأضلي لكم) قال أنس فقمت إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس فنضحته بماء فقام رسول الله وصففت واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا فصلى لنا رسول الله ركعتين ثم انصرف. (الحديث 083 أطرافه في: 727، 068، 178، 478، 4611).
مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة.
ذكر رجاله وهم خمسة: عبد ا بن يوسف التنيسي، والإمام مالك بن أنس وإسحاق بن عبد ا بن أبي طلحة، وربما يقال إسحاق بن أبي طلحة، بنسبته إلى جده، واسم أبي طلحة: زيد بن سهل الأنصاري النجاري، وكان مالك لا يقدم على إسحاق أحد في الحديث، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة. والرابع: أنس بن مالك خادم النبي. والخامس: جدته مليكة، بضم الميم، والآن يأتي بيانها مفصلا.
ذكر لطائف إسناده فيه: التحديث بصيغة الجمع في موضع واحد. وفيه: الإخبار كذلك. وفيه: العنعنة في موضعين وفيه: عن إسحاق بن عبد ا بن أبي طلحة، كذا هو في رواية الأكثرين، وفي رواية الكشميهني والحموي: عن إسحاق بن أبي طلحة بنسبته إلى جده. وفيه: الاختلاف في الضمير الذي في جدته. فقال ابن عبد البر وعبد الحق وعياض يعود على إسحاق، وصححه النووي، ويؤيده ما رواه أبو داود: حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا المثنى بن سعيد حدثنا قتادة عن أنس بن مالك: (أن النبي كان يزور أم سليم فتدركه الصلاة أحيانا فيصلي على بساط لنا، وهو حصير ننضحه بالماء). وأم سليم هي: أم أنس، وأمها مليكة بنت مالك بن عدي، وهي جدة أنس. واختلف في اسم: أم سليم، فقيل: سهلة. وقيل: رميلة. وقيل: رميثة. وقيل: الرميصاء. وقيل: الغميصاء. وقيل: أنيفة، بالنون والفاء مصغرة، وتزوج أم سليم: مالك بن النضر فولدت له أنس بن مالك، ثم خلف عليها أبو طلحة فولدت له: عبد ا وأبا عمير، وعبد ا هو والد إسحاق، راوي هذا الحديث عن عمه أخي أبيه لأمه: أنس بن مالك. وقال ابن سعد وابن منده وابن الحصار: يعود الضمير في جدته على أنس نفسه، ويؤيده ما ذكره أبو الشيخ الأصبهاني في الحادي عشر من (فوائد العراقيين): حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر، قال؛ حدثنا مقدم بن محمد بن يحيى عن عمه القاسم بن يحيى عن عبيد ا بن عمر عن إسحاق بن أبي طلحة، عن أنس، قال: (أرسلت، جدتي إلى النبي واسمها مليكة فجاءنا فحضرت الصلاة فقمت إلى حصير لنا...) الحديث. ولا تنافي بين كون مليكة جدة أنس، وبين كونها جدة إسحاق.
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره: أخرجه البخاري أيضا في الصلاة عن إسماعيل بن أبي أويس، وعن أبي نعيم وعن عبد ا بن محمد المسندي. وأخرجه مسلم فيه عن يحيى، وأبو داود فيه عن القعنبي، والترمذي فيه عن إسحاق بن موسى عن معن بن عيسى، والنسائي فيه عن قتيبة.
ذكر اختلاف ألفاظ هذا الحديث: وعند مسلم: (فربما تحضر الصلاة وهو في بيتنا، فيأمر بالبساط الذي تحته فيكنس ثم ينضح، ثم يؤم رسول الله فنقوم خلفه، وكان بساطهم من جريد النخل). وعند ابن أبي شيبة: عن أنس بن مالك، قال: (صنع بعض عمومتي للنبي طعاما، فقال إني أحب أن تأكل في بيتي وتصلي فيه. قال:
فأتاه وفي البيت فحل من تلك الفحول، فأمر بجانب منه فكنس. ورش فصلى فصلينا معه). وعند النسائي: (أن أم سليم سألت رسول الله أن يأتيها فيصلي في بيتها فتتخذه مصلى، فأتاها فعمدت إلى حصير فنضحته فصلى عليه، وصلينا معه). وفي (الغرائب) للدارقطني: عن أنس، قال: (صنعت مليكة طعاما لرسول الله فأكل منه وأنا معه، ثم دعا بوضوء فتوضأ، ثم قال لي: قم فتوضأ ومر العجوز فلتتوضأ ومر هذا اليتيم فليتوضأ. فلأصلي لكم. قال: فعمدت إلى حصير عندنا خلق قد اسود). وفي رواية: (قطعة حصير عندنا خلق). وفي (سنن البيهقي) من حديث أبي قلابة: عن أنس (أن النبي، كان يأتي أم سليم يقيل عندها، وكان يصلي على نطع، وكان كثير العرق فتتبع العرق من النطع فتجعله في القوارير مع الطيب، وكان يصلي على الخمرة).
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»