الرحمان بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب قال سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قال وصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادما وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له وكانوا بضعا وثمانين رجلا فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله عز وجل حتى جئت فلما سلمت تبسم تبسم المغضب ثم قال تعالى فجئت حتى جلست بين يديه فقال لي ما خلفك ألم تكن ابتعت ظهرك فقلت يا رسول الله إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أنى سأخرج من سخطه ولقد أعطيت جدلا ولكن والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب لترضى به عنى ليوشك أن الله عز وجل يسخطك علي ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه أنى لأرجو فيه عفو الله والله وما كنت قط أقوى ولا أيسر منى حين تخلفت عنك فقال رسول الله صلى الله عليه
(٥٤)